أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي (غالي تساهل) ووسائل إعلام عبرية بأن قوات من لواء غولاني بالجيش الإسرائيلي بدأت، فجر الإثنين، عملية برية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في أول توغّل بري معلَن بالمدينة منذ اندلاع الحرب في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣. وجاء التقدّم بعد إنذارات إخلاء واسعة النطاق وجولات قصف جويّ ومدفعي سبقت دخول القوات.
وقالت إذاعة الجيش إن المناورة بدأت في القطاع الجنوبي من دير البلح، وإن القوة الرئيسية المشاركة حالياً من غولاني مع إسناد، على أن يتحدد توسيع العملية ومدتها (التي قد تمتد أسابيع) وفق التطورات؛ بينما ذكرت القناة ١٤ العبرية أن قوات غولاني دخلت المنطقة دون تفاصيل إضافية.
وسبق التوغّل إصدار الجيش الإسرائيلي، الأحد، أوامر إخلاء للسكان في الجزء الجنوبي الغربي من دير البلح شملت البلوكات: ١٣٠، ١٣٢–١٣٤، ١٣٦، ١٣٩، و٢٣٥١، إضافة إلى القاطنين في الخيام، مع توجيههم للانتقال جنوبًا نحو منطقة المواصي التي تُقدَّم كمنطقة إنسانية.
أدّت هذه الأوامر إلى نزوح واسع لعشرات الآلاف من المدنيين مع تصاعد القصف، في وقت حذّرت فيه وكالات أممية من أن خطوة الإخلاء تُعرّض خدمات إنسانية حيوية للانهيار وتضيق الخناق على السكان. قدّرت الأمم المتحدة أن بين ٥٠ ألفًا و٨٠ ألف شخص تأثروا مباشرة بمنطقة الإخلاء، فيما أبلغ سكان عن صعوبة العثور على ملاذات آمنة مع مواصلة الجيش ضرب مناطق وُصفت سابقًا بأنها آمنة.
وقالت مصادر إسرائيلية وإعلامية غربية إن الجيش تجنّب طوال الشهور الماضية تنفيذ عمليات برية واسعة في دير البلح خشية وجود رهائن إسرائيليين لدى حماس في المدينة، قبل أن يقرّر التوغّل الحالي.
وتأتي الخطوة ضمن الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية الأوسع المعروفة باسم "عربات جدعون"، التي تهدف إلى توسيع السيطرة الميدانية على مناطق إضافية في غزة مع استمرار تعثّر المفاوضات غير المباشرة مع حماس بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، تقول وزارة الصحة في غزة إن عدد الشهداء الفلسطينيين في القطاع تجاوز ٥٩ ألفًا، فيما أصيب أكثر من ١٤٢ ألفًا؛ وأفادت تقارير حديثة بأن نحو ١٣٠ شخصًا قُتلوا خلال ٢٤ ساعة أخيرة وسط تصعيد العمليات. الأرقام قيد التحديث مع استمرار القتال وصعوبات الوصول.