كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، في تقرير نشر اليوم الأربعاء، عن معطيات جديدة تتعلق بالهجوم الإسرائيلي الفاشل الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة بغرض اغتيال عدد من قادة حركة حماس.
وبحسب الصحيفة، فقد سبقت العملية بأسابيع تحذيرات مصرية وتركية وصفت بأنها غامضة ولكن حاسمة، حيث طالب مسؤولون كبار في البلدين قادة الحركة بضرورة تشديد الإجراءات الأمنية حول اجتماعاتهم محذرين من تهديدات غير مباشرة.
ورغم هذه التحذيرات، واصل قادة الجناح السياسي لحماس لقاءاتهم في الدوحة لمناقشة المقترح الأمريكي الذي طرحه الرئيس دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق شامل، وهو ما جعلهم لاحقًا هدفًا مباشراً لضربة إسرائيلية غير مسبوقة.
اجتماع حساس
أشارت الصحيفة إلى أن قيادات حماس اعتادوا التنقل بين قطر وتركيا ومصر، إلا أن الأيام التي سبقت العملية شهدت تجمعًا لعدد منهم في العاصمة القطرية داخل مبنى كان قد شهد احتفالات سابقة بالهجوم الذي نفذته الحركة في السابع من أكتوبر.
هذا الاجتماع، الذي جاء في توقيت بالغ الحساسية، اعتبر من جانب إسرائيل فرصة نادرة لتصفية قيادات بارزة دفعة واحدة، وهو ما سرّع قرار استهدافهم.
إسرائيل تحسم قرارها
وجاءت العملية في سياق حملة اغتيالات واسعة نفذتها إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة، بدأت بتصفية قائد الحركة في غزة يحيى السنوار، ثم القيادي البارز محمد ضيف، مرورًا باغتيال رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية داخل مجمع محصن في طهران، بالإضافة إلى استهداف آلاف من عناصر حزب الله اللبناني في إطار عملية عسكرية أطلقت عليها تل أبيب اسم "بيجرز".
وبحسب التقرير، اتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قراره النهائي بتنفيذ الضربة بعد اجتماع مغلق مع كبار القادة العسكريين والأمنيين، ما عكس حجم الرهان السياسي والعسكري على نجاح العملية.
هجوم جوي معقد
أوضحت الصحيفة أن العملية نفذت باستخدام عشر طائرات مقاتلة إسرائيلية، مجهزة بصواريخ دقيقة بعيدة المدى، واللافت أن الطائرات لم تخترق الأجواء السعودية أو الإماراتية خلال تنفيذ الضربة مما يعكس تعقيد التخطيط لها لتجنب أي حساسيات إقليمية.
وقبل دقائق من إطلاق الصواريخ، أبلغ الجيش الإسرائيلي نظيره الأمريكي بالعملية المرتقبة، لكنه لم يحدد الهدف بشكل مباشر، ما اضطر المسؤولين العسكريين الأمريكيين إلى استنتاجه بأنفسهم بمجرد رصد مسار الصواريخ.
قطر تشدد الإجراءات الأمنية بعد الهجوم
في أعقاب العملية، سارعت السلطات القطرية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في العاصمة الدوحة، ومنعت أي وصول إلى موقع الاستهداف، كما رفضت قيادات حماس السماح لأحد كبار مسؤولي الحركة بالاقتراب من موقع الهجوم، مبررين ذلك بأن التهديد لم ينتهي بعد، وأن احتمالية وجود استهدافات لاحقة تبقى قائمة.