مفاوضات الدوحة.. ما هي نقاط الخلاف المتبقية؟

حماس
حماس

تتواصل جهود الوسطاء الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وقطر ومصر، لتضييق الفجوة المتبقية بين إسرائيل وحركة حماس، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى في قطاع غزة. 

وتشير التقديرات الحالية، بحسب مصادر دبلوماسية مطلعة، إلى أن الهوة بين الطرفين باتت ضيقة، لكن التقدم النهائي لا يزال مرهونًا بالحسم على طاولة المفاوضات.

ويؤكد الوسطاء أن الخلافات المتبقية قابلة للحل في حال توفرت الإرادة السياسية الكاملة من الطرفين، وسط ضغوط أميركية متزايدة وإشارات متفائلة بقرب التوصل إلى تسوية.

الخرائط والمنطقة العازلة

تركز الخلافات الحالية بشكل أساسي على مسألة الخرائط العسكرية، وتحديدًا بشأن عمق "المحيط الآمن" أو ما يعرف بالمنطقة العازلة، فبينما تطالب إسرائيل بأن تمتد المنطقة حتى عمق 1200 متر داخل قطاع غزة، تصر حماس على أن لا تتجاوز 800 متر، ووفقًا لمصادر مطلعة على تفاصيل التفاوض، فإن هذا الخلاف صعب لكن قابل للحل ضمن صفقة شاملة.

ومن القضايا العالقة الأخرى أيضًا، ما يعرف بـ"مفاتيح الأسرى"، وهي القوائم الاسمية والتفصيلية لمن سيتم إطلاق سراحهم، إضافة إلى ضرورة تعديل خريطة انتشار القوات الإسرائيلية أثناء سريان وقف إطلاق النار.

اقتراح إسرائيلي

قدمت إسرائيل في الجولة الأخيرة من المفاوضات اقتراحًا يتضمن الإفراج عن 125 أسيرًا محكومًا بالمؤبد، إضافة إلى أكثر من 1100 أسير فلسطيني تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر 2023، ولا يزال هذا المقترح قيد الدراسة من جانب حركة حماس التي لم تقدم ردًا رسميًا حتى الآن.

ومع ذلك، تتوقع الدول الوسيطة، وفي مقدمتها قطر والولايات المتحدة، أن يكون رد حماس إيجابيًا لكنه مشروطًا ببعض التعديلات الفنية، ما يعني أن جولة مفاوضات أخرى قد تكون ضرورية قبل التوقيع النهائي.

اجتماعات حاسمة

من المقرر أن يعقد مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط ستيف ويتكوف اجتماعًا ثلاثيًا غدًا في روما مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ومبعوث قطري رفيع المستوى، في محاولة للدفع نحو حسم الصفقة.

ويعتبر انعقاد هذا الاجتماع في روما إشارة واضحة إلى قرب الوصول إلى اتفاق، خاصة بعد أن أوضح ويتكوف سابقًا أنه لن يشارك في أي محادثات إلا إذا كانت قريبة من النهاية.

وكان اجتماع مشابه قد عقد بين نفس الأطراف الثلاثة في البيت الأبيض قبل أسبوعين، وأسفر عن مرونة إسرائيلية بشأن نطاق الانسحاب من غزة، وفقًا لمصادر أمريكية وإسرائيلية.

البيت الأبيض يتابع

بحسب مصادر مطلعة، قد يغادر ويتكوف روما إلى الدوحة قبل نهاية الأسبوع، إذا ما تبين أن تقدمًا كافيًا تحقق في المحادثات الجارية، وقد أُعطيت تعليمات للفريق الإسرائيلي في الدوحة بالبقاء هناك طالما أن هناك فرصة حقيقية لإنجاز الاتفاق.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن تل أبيب تتوقع من حماس تقديم رد نهائي خلال الـ24 ساعة المقبلة، مرجحًا أن يتضمن الرد نقاطًا جديدة في المضمون تسمح بإحداث "اختراق فعلي" في الملف.

تهديد أميركي لحماس

في تطور لافت، نقلت مصادر دبلوماسية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجه رسالة تهديد مباشرة إلى حركة حماس، قال فيها: "إما أن تتحركوا بسرعة، أو سنسحب الضمانات التي قدمناها لكم."

ويعد هذا التحذير مؤشراً إلى أن صبر الولايات المتحدة بدأ ينفد، وأنها تسعى إلى فرض سقف زمني لإنهاء هذه الجولة من المفاوضات، تحت طائلة الإجراءات السياسية والمالية.

وكالات