أفادت صحيفة الأخبار اللبنانية، اليوم السبت، بأن المسار التفاوضي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لم يغلق، بل دخل طوراً جديداً يتسم بالضغوط الممنهجة وإعادة خلط الأوراق لتحسين الشروط التفاوضية، رغم انسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي من محادثات الدوحة تحت شعار "التشاور".
تبدل أميركي يربك الأجواء
ووفقًا لما ذكرته "الصحيفة"، نقلًا عن مصادر مطلعة أن المفاوضات غير المباشرة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس" تمر بمرحلة شديدة الحساسية، نتيجة تغير مفاجئ في الموقف الأميركي، وتزايد المناورات السياسية الأميركية – الإسرائيلية الهادفة إلى إرباك البيئة المحيطة بالمفاوضات.
والجدير بالإشارة أن تقديرات الوفد الأميركي، حتى مساء الخميس الماضي، كانت تشير إلى أن رد "حماس" لا يشكل عقبة حقيقية، بل تضمن عناصر يمكن البناء عليها، وفي ضوء ذلك، أجرى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف اتصالات مع الوسيطين المصري والقطري تمهيداً لجولة مفاوضات جديدة كان من المقرر عقدها في الدوحة.
مفاجآت ما بعد اتصال ثلاثي
إلا أن تحولاً دراماتيكياً طرأ بعد إجراء اتصال ثلاثي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوزير خارجيته ماركو روبيو ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أعقبه تصعيد ملحوظ في التصريحات، وانسحاب مفاجئ للوفدين الأميركي والإسرائيلي من محادثات الدوحة.
وقد اعتبر هذا الانسحاب رسالة ضغط لا تعني نهاية المسار التفاوضي، بل تهدف إلى تعديل موازين التفاوض لصالح الاحتلال.
الوسطاء لا يرون انهياراً
وفي سياق متصل، أشارت "الصحيفة"، إلى أن القاهرة والدوحة لا تعتبران ما جرى انهياراً للمفاوضات، بل تصفانه بـ"تعليق مؤقت قابل للاستئناف"، حسب مصادر مطّلعة، خصوصاً أن العقبات الحالية ليست أكثر تعقيداً من سابقاتها التي جرى تجاوزها.
كما أكدت القاهرة والدوحة أن "الموقف الأميركي لا يعارض التوصل إلى اتفاق من حيث المبدأ، ولكنه يستخدم أدوات الضغط القصوى لانتزاع تنازلات إضافية"، لا سيما فيما يتعلق بخرائط انسحاب الاحتلال من غزة، وضمانات ما بعد وقف إطلاق النار، وكذلك إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
بيان مشترك يؤكد التقدم
وشددت مصر وقطر، في بيان مشترك صدر أمس، أنه تم تحقيق "بعض التقدّم" خلال جولة المفاوضات التي استمرت ثلاثة أسابيع.
وأشار "البيان المشترك"، إلى أن "تعليق المفاوضات لأغراض التشاور لا يعد انهياراً"، داعياً إلى "عدم الانجرار خلف التسريبات الإعلامية التي تسعى للتشويش على مسار التفاوض".
