كشف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، اليوم الأربعاء، عن انطلاق المرحلة الثانية من عملية "عربات جدعون" في قطاع غزة، مشدداً على أن الهدف يتمثل في بلوغ الغايات المرسومة للحرب من خلال تكثيف العمليات القتالية وتعميق المناورة العسكرية.
وقال "زامير"، في تصريحاته: "إن استعادة الأسرى تمثل واجباً أخلاقياً ووطنياً، وسنواصل ضرب مراكز ثقل حركة حماس حتى إخضاعها، وترسيخ شعور دائم بالاضطهاد لديها في كل مكان".
وجاءت كلماته خلال جولة ميدانية أجراها في مدينة غزة، برفقة قائد المنطقة الجنوبية اللواء يانيف آسور، وعدد من قادة التشكيلات العسكرية، بينهم قيادة الفرقة 162، ولواء جفعاتي، واللواء 401، واللواء 215، حيث اطلع بشكل مباشر على سير العمليات والخطط الموضوعة.
تعبئة الاحتياط وتكثيف القتال
أشار "زامير"، إلى أن الجيش شرع منذ يوم أمس في تنفيذ تعبئة واسعة لصفوف قوات الاحتياط، مؤكداً أن هذه القوات "تواجه أحد أعظم التحديات التي شهدتها إسرائيل في تاريخها"، وتعمل "بشجاعة وإصرار وتضحية في قلب أرض العدو".
وفي السياق ذاته، أفادت مصادر أمنية إسرائيلية، بأن الجيش بات يطوق مدينة غزة بشكل كامل، فيما لفتت القناة 12 العبرية إلى أن تقديرات المؤسسة العسكرية تشير إلى أن عملية السيطرة على المدينة لن تكون سريعة.
ارتفاع حصيلة الضحايا
كما كشفت مصادر طبية فلسطينية عن ارتفاع حصيلة الضحايا في قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى 119 قتيلاً، من بينهم 24 شخصاً كانوا ضمن طالبي المساعدات الإنسانية، إضافة إلى الصحافيين رسمي سالم وأيمن هنية.
والجدير بالإشارة أن مدينة غزة قد شهدت موجة تصعيد كبيرة في العمليات العسكرية، حيث كثفت القوات الإسرائيلية قصفها الجوي والمدفعي الذي استهدف المنازل السكنية ومخيمات النازحين، في ظل استمرار العمليات البرية لليوم الثلاثين على التوالي.
كما استمر نزوح السكان باتجاه جنوب القطاع، وسط غياب تام للمناطق الآمنة، بحسب ما أكدت مراراً منظمات الإغاثة الدولية.
وجاءت هذه التطورات الميدانية بعد تصريحات لرئيس الأركان إيال زامير يوم أمس، شدد فيها على أن "الحرب لن تتوقف إلا بعد هزيمة العدو وحسم المعركة"، وفق تعبيره.
استدعاء قرابة 60 ألف جندي احتياط
كما سبق، وصادق وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في أواخر شهر أغسطس الماضي، على خطة الجيش الرامية إلى شن الهجوم على مدينة غزة، إلى جانب استدعاء نحو 60 ألف جندي احتياط.
ومن جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي الأسبوع الفائت أن مدينة غزة "تحولت إلى منطقة قتال شديدة الخطورة"، مؤكداً أن إخلاءها من السكان "أمر لا مفر منه".
غير أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر شددت على أن أي عملية إخلاء جماعي للمدينة أمر "مستحيل"، مؤكدة أن هذه المخططات "ليست فقط غير قابلة للتنفيذ، بل يصعب فهمها على الإطلاق".
والجدير بالذكر أن معظم سكان القطاع، الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة، أجبروا على النزوح مرة واحدة على الأقل منذ اندلاع الحرب.