وصفت حركة حماس الخطوات التي أعلن عنها الاحتلال الإسرائيلي بخصوص إسقاط المساعدات الإنسانية جوًا على قطاع غزة بأنها خدعة مكشوفة وسياسة لإدارة التجويع، لا لإنهائه، مؤكدة أن تلك التحركات لا تلبي الحد الأدنى من متطلبات مواجهة الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
وفي بيان رسمي صدر عن الحركة، اعتبرت حماس أن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الغذائية والإنسانية، بالإضافة إلى محاولة الاحتلال التحكم بالممرات الإنسانية، ما هي إلا خطوات شكلية ومخادعة تهدف إلى فرض وقائع ميدانية قسرية تحت نيران القصف والجوع، مع تعريض حياة المدنيين للخطر وإهانة كرامتهم، بدلًا من حمايتهم أو إنقاذهم فعليًا.
الطريق الحقيقي للإغاثة
وأكدت الحركة في بيانها أن السبيل الوحيد لوضع حد لجريمة التجويع المنظمة في قطاع غزة لا يكون عبر حلول مؤقتة أو استعراضية، وإنما من خلال وقف العدوان فورًا، ورفع الحصار المفروض على القطاع بشكل كامل ودائم، وفتح جميع المعابر البرية دون قيد أو شرط.
وشددت حماس على أن تدفق المساعدات الإنسانية – من غذاء ودواء وإغاثة – إلى قطاع غزة هو حق طبيعي وأصيل للشعب الفلسطيني، وليس منة من الاحتلال، وأن هذه المساعدات يجب أن تصل وفق آليات منظمة ومعتمدة دوليًا كما أقرتها الأمم المتحدة، وليس عبر قنوات التفافية أو انتقائية.
اتهامات لإسرائيل
ورأت الحركة أن إسرائيل تهدف من خلال عمليات الإنزال الجوي المحدودة إلى تحسين صورتها المشوهة أمام المجتمع الدولي، في ظل ما وصفته بـ "جرائم الحرب المستمرة والحصار النازي المفروض على أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة".
وقالت إن هذه الخطوة تأتي في سياق محاولات الاحتلال للالتفاف على مطالب رفع الحصار، وتقديم صورة زائفة عن التزامه الإنساني، في حين يواصل ارتكاب المجازر والتجويع الممنهج بحق المدنيين الأبرياء.
وأشارت إلى أن الإغاثة الحقيقية لا يمكن أن تأتي من طائرات عسكرية تلقي علبًا محدودة من الطحين والسكر، بل من ممرات مفتوحة ومعابر إنسانية فاعلة تضمن تدفق المساعدات بشكل كامل ومنتظم.
الإنزال الجوي للمساعدات
في المقابل، نشر الجيش الإسرائيلي عبر منصاته الإعلامية مقاطع مصورة توثق عمليات الإنزال الجوي، مشيرًا إلى أنها تمت بناءً على توجيهات المستوى السياسي، وبالتعاون مع منظمات دولية، وبقيادة وحدة تنسيق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية.
وأوضح الجيش أن العملية شملت إسقاط سبع منصات مساعدات احتوت على مواد أساسية كالدقيق والسكر والمعلبات الغذائية، في محاولة لتحسين الظروف الإنسانية في بعض المناطق داخل قطاع غزة.
لكن حماس ردت على هذه الرواية ببيانها الحاد، مؤكدة أن هذه العروض لا تنطلي على الشعب الفلسطيني، ولا يمكن أن تعوض عن الحصار الكامل المفروض منذ سنوات، والذي ازداد قسوة منذ بداية العدوان في أكتوبر 2023.