أول رد من حركة حماس على تصريحات نتنياهو الأخيرة

حماس
حماس

في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل والحرب المدمرة على قطاع غزة، أطلق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحات حادة مساء الأحد 10 أغسطس 2025، أعلن فيها عن عزمه فرض السيطرة الأمنية الكاملة على قطاع غزة وإقامة حكم مدني بديل لا يشمل حماس ولا السلطة الفلسطينية، مؤكداً أن شروط حركة حماس للاتفاق "شروط استسلام" لن يقبل بها، ومجدداً تهديداته بتقليص الجدول الزمني للسيطرة على مدينة غزة والقضاء على الحركة.

ردت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على هذه التصريحات، ووصفتها بأنها محاولة "يائسة" من نتنياهو لتبرئة الاحتلال وتهريب جرائمه التي أودت بحياة آلاف المدنيين، بينهم أكثر من 18 ألف طفل، مؤكدة أن خطاب نتنياهو ليس سوى استمرار في سياسة التضليل لتبرير الإبادة والتجويع المستمرة في غزة منذ أكثر من 22 شهراً.

وأوضحت الحركة أن استخدام نتنياهو لمصطلح "تحرير" هو تحريف وتزوير للحقائق، حيث أن الاحتلال الإسرائيلي مستمر في ارتكاب جرائم مروعة، من تهجير قسري وتدمير ممنهج لكل مقومات الحياة في القطاع، وأن الحديث عن "عدم الرغبة في احتلال غزة" ما هو إلا خداع لإخفاء خطط السيطرة الكاملة وفرض سلطة تابعة له.

كما انتقدت حماس استغلال ملف الأسرى من قبل نتنياهو كذريعة لتبرير العدوان، مشيرة إلى أن الاحتلال نفسه تسبب بمقتل العشرات من الأسرى وانسحب من جولة تفاوضية كانت قريبة من التوصل لاتفاق تبادل، مؤكدة أن الطريق الوحيد لحفظ أرواح المختطفين هو وقف العدوان وليس استمرار الحصار والقصف.

وأشارت الحركة إلى أن مزاعم نتنياهو بشأن إدخال ملايين الأطنان من المساعدات الإنسانية غير صحيحة، وذكرت أن ما تم إدخاله لا يتجاوز عشرة بالمئة من الاحتياجات الفعلية، بينما الجوع الحاد ينتشر والعديد من المدنيين يموتون جوعاً وسوء تغذية، وسط استمرار الاحتلال في إغلاق المعابر وإسقاط المساعدات في أماكن خطرة، ما أدى إلى وفاة عشرات المواطنين.

وحذرت حركة حماس من استمرار العمل عبر آلية توزيع المساعدات التابعة للاحتلال، والتي قتلت نحو 1800 فلسطيني، معتبرة ذلك جزءاً من سياسة "هندسة التجويع" كأداة إبادة وتهجير ممنهجة، مشددة على أن إصرار الاحتلال على ذلك يكشف نواياه الحقيقية.

وأدانت الحركة أيضاً مزاعم نتنياهو حول حرية الصحافة، مؤكدة أن الاحتلال استهدف وقتل أكثر من 260 صحفياً فلسطينياً منذ بداية الحرب، مما جعل هذه الحرب الأسوأ على مستوى ضحايا الإعلاميين، وطالبت بتمكين الصحفيين الدوليين من دخول غزة لتوثيق الجرائم.

في ختام بيانها، دعت حركة حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة للقيام بواجبهم الأخلاقي والقانوني بالضغط لوقف العدوان ورفع الحصار وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه، مؤكدة رفضها التام لأي رواية مزيفة أو أكاذيب تصدر عن الاحتلال.

البوابة 24