أنهى وفد حركة حماس زيارته إلى القاهرة بعد سلسلة من اللقاءات المكثفة مع مسؤولين مصريين، خصصت بشكل أساسي لبحث ملف المساعدات الإنسانية في ظل المجاعة المتفاقمة التي يعيشها قطاع غزة.
أفادت مصادر مطلعة لصحيفة الأخبار اللبنانية، أن الجانب المصري هو من بادر لطرح ملف المساعدات على طاولة النقاش، حيث كان أحد أبرز اللقاءات مباشرة مع رئيس المخابرات العامة المصرية، حسن محمد رشاد.
ورغم أهمية الاجتماع، إلا أنه لم يسفر عن اختراق جوهري نحو اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه أبقى الباب مفتوحًا أمام تحرك سياسي تقوده القاهرة بالتعاون مع الدوحة لإقناع إسرائيل باستئناف المفاوضات، مع حديث مصري عن احتمال حدوث انفراجة خلال الأسبوع المقبل.
موقف حماس
خلال اللقاءات، أكدت حماس استعدادها للعودة إلى طاولة المفاوضات بالتزامن مع إدخال المساعدات الإنسانية، معربة عن انفتاحها على صفقة شاملة تنهي الحرب.
لكن مصادر الحركة شددت على أن التفاوض لا يمكن أن يكون غطاءً لاستمرار الجرائم، ووصفت الموقف الإسرائيلي بأنه "تفاوض تحت سقف الإبادة"، ونفت الحركة نفت وجود أي عروض رسمية جديدة حتى الآن.
إسرائيل تتمسك بالتصعيد
بحسب المصادر، رفض الاحتلال الإسرائيلي الطرح الفلسطيني-المصري ويتمسك بالعودة للمفاوضات من النقطة التي توقفت عندها، مع إصراره على مواصلة العمليات العسكرية وتهديده باجتياح مدينة غزة وتهجير سكانها.
ورأى مسؤول عسكري مصري أن المرونة التي تبديها حماس تفتح المجال للتوصل لاتفاق، لكن العقبة الحقيقية تكمن في الموقف الإسرائيلي، وأوضح أن استمرار التمهيد بالنار باتجاه غزة لا يعني بالضرورة نية فورية لاحتلال المدينة، بل هو ضغط لإجبار الحركة على تقديم تنازلات.
رفض صفقة الأسرى الجزئية
ذكرت القناة 13 العبرية أن رئيس جهاز الموساد، دافيد برنياع، زار الدوحة مؤخرًا في مهمة استخباراتية، حيث التقى رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن.
وخلال الاجتماع، الذي حضره أيضًا وزير الخارجية التركي حاقان فيدان، أبلغ برنياع مضيفه بأن إسرائيل ترفض أي صفقة تبادل على مراحل، وتصر على التوصل إلى اتفاق شامل يشمل جميع القضايا.
بدوره، أكد وزير الشؤون الإستراتيجية في حكومة الاحتلال، رون ديرمر، للوسطاء أن إسرائيل لن تبحث إلا صفقة شاملة.
ترتيبات محتملة لزيارة ترامب
وفي سياق آخر، كشفت القناة 12 العبرية عن اتصالات أولية بين تل أبيب وواشنطن لترتيب زيارة محتملة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إسرائيل الشهر المقبل، إلا أن موعد الزيارة أو تأكيد حدوثها لا يزالان مرتبطين بتطورات الميدان ومسار المفاوضات بشأن غزة.
