أكد خليل الحية، رئيس حركة حماس في قطاع غزة ورئيس الوفد المفاوض، أن الحركة ماضية في التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بالتنسيق مع الفصائل الفلسطينية.
وأوضح الحية في تصريحات صحفية، اليوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، أن حماس تتعامل بجدية ومسؤولية مع جميع بنود الاتفاق، مشيرًا إلى أن الحركة تبذل جهودًا كبيرة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه دون أي إخلال.
صعوبات في استخراج جثامين الأسرى الإسرائيليين
تحدث الحية عن ملف جثامين الأسرى الإسرائيليين، موضحًا أن العملية تواجه تحديات كبيرة بسبب الظروف الميدانية المعقدة في المناطق المدمرة داخل القطاع، وقال: "نحن جادون في العمل على استخراج جثامين كل المحتجزين من الأسرى الإسرائيليين، لكننا نواجه صعوبات بالغة، ونواصل محاولاتنا بجهد متواصل رغم حجم الدمار الكبير."
وأشار إلى أن هذا الملف الإنساني يحظى بمتابعة دقيقة من قيادة الحركة بالتعاون مع الوسطاء الدوليين لضمان معالجته ضمن الإطار المتفق عليه.
ثقة في الوسطاء
وأضاف الحية أن هناك مؤشرات إيجابية تصل من الأطراف الوسيطة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تفيد بأن الحرب في غزة وصلت إلى نهايتها.
وقال في تصريحاته: "ما سمعناه من الوسطاء والرئيس الأمريكي يطمئننا بأن الحرب انتهت فعلاً، وأن المجتمع الدولي بات أكثر إصرارًا على تثبيت الهدنة وضمان عدم تجدد القتال."
كما أشار إلى أن المظاهرات الدولية الأخيرة والتصريحات الأمريكية تعكس تحولًا في الموقف الدولي تجاه إنهاء العدوان واستقرار الوضع في القطاع.
مطالبة بزيادة المساعدات الإنسانية
أكد الحية أن سكان غزة ما زالوا يعانون من آثار العدوان الذي استمر لعامين متواصلين، داعيًا إلى مضاعفة حجم المساعدات الإنسانية والإغاثية لتلبية احتياجات المواطنين، وأوضح أن القطاع يعيش أزمة خانقة في الخدمات الأساسية نتيجة تدمير واسع للبنية التحتية، مشددًا على ضرورة الإسراع في إدخال المواد الغذائية والطبية عبر المعابر التي تم فتحها بموجب اتفاق الهدنة.
عامان من الدمار والدماء
شهد قطاع غزة منذ الثامن من أكتوبر 2023 حملة عسكرية إسرائيلية وُصفت بالإبادة الجماعية، استمرت نحو عامين متواصلين بدعم أمريكي مباشر، وأدت إلى استشهاد أكثر من 68,216 فلسطينيًا وإصابة 170,361 آخرين، إضافة إلى دمار هائل في المنازل والمرافق العامة.
ورغم إعلان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الجاري، إلا أن إسرائيل خرقت الاتفاق أكثر من 80 مرة، وفق مصادر فلسطينية، ما يعكس هشاشة الهدنة وصعوبة تثبيتها على الأرض.
تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار
دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025، استنادًا إلى ما يعرف بـ"خطة ترامب"، التي تضمنت بنودًا عدة أبرزها:
- وقف شامل للحرب وإنهاء العمليات العسكرية في غزة.
- انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من مناطق القطاع.
- تبادل للأسرى والمحتجزين بين الجانبين.
- فتح المعابر أمام دخول المساعدات الإنسانية بشكل فوري.
ويعد هذا الاتفاق خطوة حاسمة نحو إنهاء أطول الحروب التي شهدها القطاع، وسط ترقب دولي لكيفية تنفيذ بنوده على الأرض.