انقسام يضرب إسرائيل.. ماذا بعد موافقة حماس على الهدنة؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

أثارت التقارير بشأن موافقة حركة "حماس" على مقترح يتعلق بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، انقسامًا حادًا داخل إسرائيل؛ حيث طالب المؤيدون الحكومة بضرورة التوصل إلى تسوية، في حين حذر المعارضون من الإقدام على هذه الخطوة.

تفاصيل المقترح الذي وافقت عليه حماس

وكانت "حماس"، قد أعلنت عبر الوسطاء عن قبولها مقترحًا قدم لها قبل يوم واحد، ويتضمن، بحسب مصادر مطلعة، هدنة تستمر لمدة 60 يومًا، وإطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء، بينما كان الوسطاء يسابقون الزمن للتوصل إلى تفاهم قبل بدء الحملة الإسرائيلية المرتقبة للسيطرة على مدينة غزة.

مواقف متشددة داخل الحكومة

وفي هذا الإطار، أصدر وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، بيانًا موجهًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قال فيه: "ليس لديك تفويض للذهاب نحو اتفاق جزئي، دم جنودنا ليس بلا ثمن، ويجب أن نكمل الطريق حتى النهاية، دمروا حماس".

كما أكد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، على أن حركة "حماس" خففت من شروطها فقط نتيجة خشيتها من الهجوم الإسرائيلي المرتقب، معتبرًا أن أي اتفاق جزئي سيكون بمثابة "شريان حياة" للحركة.

دعم المعارضة للاتفاق

ومن جهته، دعا رئيس حزب "أزرق أبيض – الوحدة الوطنية" بيني غانتس الحكومة إلى المضي قدمًا في الاتفاق، مؤكدًا أن لدى الحكومة أغلبية واضحة في الشارع، إضافة إلى شبكة أمان واسعة في الكنيست، تتيح إعادة الأسرى.

 كما شددت الأحزاب الحريدية المشاركة في الائتلاف، على دعمها للتوصل إلى اتفاق، وقال عضو الكنيست موشيه غافني إن "إطلاق سراح الأسرى واجب مقدس لتخفيف معاناة العائلات".

موقف العائلات والوسطاء

وفي السياق ذاته، أكد منتدى عائلات الأسرى والمفقودين أن الشعب لن يسمح لرئيس الوزراء بإفشال صفقة أخرى، مطالبًا ببدء مفاوضات متواصلة لإطلاق سراح جميع الأسرى.

كما كشف دبلوماسي عربي أن كبير مفاوضي حماس خليل الحية قدم لرئيس الوزراء القطري نسخة محدثة من المبادرة، تضمنت تراجعًا عن معظم المطالب السابقة، مشيرًا إلى أن المفاوضات جرت في القاهرة بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية وبمشاركة تركية.

بنود الاتفاق المقترح

والجدير بالإشارة أن المقترح يشمل إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء مقابل 150 أسيرًا فلسطينيًا خلال هدنة تمتد 60 يومًا، علاوة على تسليم جثامين الأسرى القتلى. 

كما نصت المرحلة الثانية على إطلاق بقية الأسرى بالتوازي مع مفاوضات تهدف إلى إنهاء الحرب بضمانات دولية.

الرفض الإسرائيلي قائم

وعلى الرغم من تسلم إسرائيل للمقترح مساء الاثنين، إلا أنها جددت رفضها للاتفاقات الجزئية، وأكدت أن الحرب لن تتوقف إلا بإطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة، إضافة إلى تلبية الشروط الأخرى.

ويرى الوسطاء العرب أن هذا الموقف لا يترك لهم مجالًا واسعًا للمناورة، لذلك يعملون على تسويق الاتفاق الجزئي باعتباره "مسارًا نحو اتفاق شامل"، وهو ما يتشابه مع الطرح الأمريكي السابق الذي قدمه المبعوث ستيف ويتكوف.

روسيا اليوم