حذّر سفير دولة فلسطين وعميد السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي لدى جمهورية كازاخستان، د. منتصر أبو زيد، من أن قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة مع تفشي المجاعة وانهيار النظام الصحي، مشددًا على أن الحل العاجل يكمن في فتح المعابر بشكل كامل والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بالكميات الكافية لإنقاذ حياة آلاف المدنيين.
جاء ذلك في حوار صحفي أجراه مع القناة الفضائية التركية TRT اليوم الخميس في مقر السفارة الفلسطينية بالعاصمة الكازاخستانية أستانا، حيث استعرض أبو زيد حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023، موضحًا أن عدد الشهداء بلغ 62,004 فيما وصل عدد المصابين إلى 156,230، إضافة إلى نحو 12 ألف مفقود تحت الأنقاض، غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ.
وقال السفير إن غزة تحتاج يوميًا ما بين 600 و1000 شاحنة مساعدات لتغطية جزء يسير من الاحتياجات، لكن سلطات الاحتلال لا تسمح بدخول سوى 60–100 شاحنة، وغالبًا ما تتأخر القوافل الإنسانية ما بين 12 إلى 60 ساعة بفعل القيود الإسرائيلية، ما يجعل النظام الإنساني غير فعال ويزيد من صعوبة وصول المساعدات لمستحقيها، مشيرًا إلى أن انعدام الأمن أدى أيضًا إلى تعرض الشاحنات للسرقة في ظل تفشي الجوع.
وأكد أن أزمة المجاعة أدت إلى تكدس الأطفال والبالغين الذين يعانون من سوء تغذية حاد داخل المستشفيات، حيث أعلنت الأخيرة وفاة نحو 300 فلسطيني بسبب نقص المواد الغذائية، محذرًا من أن الأثر طويل الأمد على صحة الأطفال والأجيال المقبلة سيكون كارثيًا حتى مع وصول بعض المساعدات.
ولفت أبو زيد إلى أن النظام الصحي في غزة وصل إلى مرحلة الانهيار مع الاكتظاظ الشديد ونقص الأسرّة والأدوية، حيث يضطر الأطباء إلى استقبال المرضى في الممرات وحتى خارج المستشفيات. وأضاف أن الأمراض المزمنة باتت أكثر صعوبة في العلاج، فيما ظهرت أمراض جديدة بسبب نقص التطعيمات الأساسية للأطفال، مما يهدد الصحة العامة في القطاع.
وطالب السفير المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والضغط على سلطات الاحتلال لرفع القيود وفتح المعابر بشكل كامل أمام المساعدات الإنسانية والطبية، محذرًا من أن كل يوم يمر بدون ذلك يمثل كارثة جديدة تضاف إلى مأساة السكان في قطاع غزة.