حذّر المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، من خطورة التصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن ما يجري يرتقي إلى مستوى "الإبادة الجماعية". وجاء ذلك في ثلاث رسائل رسمية بعث بها الجمعة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن، ورئيس الجمعية العامة، طالب فيها بتدخل عاجل وفعّال لوقف العدوان وتوفير حماية دولية للفلسطينيين.
وأوضح منصور أن أكثر من مليون فلسطيني يعيشون تهديداً مباشراً لحياتهم، بينما تمضي إسرائيل في مخططاتها العسكرية داخل غزة متجاهلة الدعوات إلى وقف إطلاق النار، ومتحدية قواعد القانون الإنساني الدولي. وأشار إلى أن استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية أدى إلى تفاقم الكارثة، حيث أعلنت تقارير دولية دخول غزة في مرحلة المجاعة رسمياً، فيما أظهر تقرير طبي أن نسبة سوء التغذية الحاد بين الأطفال ارتفعت بنسبة 914% منذ مارس الماضي.
ولفت منصور إلى أن قوات الاحتلال تستهدف المدنيين بشكل منهجي، بينهم العاملون في المجال الإنساني والصحفيون، مذكراً بالهجوم الذي وقع قرب مستشفى الشفاء في 10 أغسطس وأسفر عن استشهاد الصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع وثلاثة آخرين. وأكد أن حصيلة الضحايا الفلسطينيين وصلت حتى الآن إلى أكثر من 62 ألف شهيد وقرابة 157 ألف جريح، مع بقاء الآلاف في عداد المفقودين. كما أشار إلى أن تقارير اليونيسف وثّقت مقتل نحو 540 طفلاً فلسطينياً شهرياً خلال الأشهر الخمسة الأخيرة وحدها.
وفي سياق موازٍ، حذّر منصور من تسارع المخططات الاستيطانية في الضفة الغربية، خصوصاً مشروع E-1 لبناء 3400 وحدة استيطانية تفصل شمال الضفة عن جنوبها ووسطها، إلى جانب أكثر من 20 ألف وحدة جديدة طرحت خططها منذ يوليو الماضي، مؤكداً أن ذلك يعمّق الاحتلال ويزيد من عزلة القدس الشرقية.
وجدد منصور دعوة القيادة الفلسطينية إلى تحرك دولي عاجل، بما في ذلك استخدام صلاحيات مجلس الأمن تحت الفصل السابع، وفرض ضغوط سياسية وقانونية على إسرائيل. كما دعا الدول إلى اتخاذ خطوات عملية مثل حظر تصدير السلاح، وفرض العقوبات، واتخاذ تدابير دبلوماسية، وصولاً إلى الاعتراف بدولة فلسطين باعتباره حقاً غير قابل للتصرف للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
