تصريحات ترامب تعيد خلط الأوراق بين رهائن غزة وخطط نتنياهو العسكرية.. ماذا ينتظر القطاع؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب
الرئيس الأميركي دونالد ترمب

عاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب ليتصدر المشهد من جديد بتصريحات مثيرة حول ملف الرهائن في غزة، فقد حذر من احتمال فقدان اثنين من الرهائن داعيًا في الوقت نفسه إلى إطلاق سراح الباقين، لكنه لم يبدي رفضًا صريحًا لفكرة احتلال كامل قطاع غزة الأمر الذي فتح الباب أمام تكهنات حول طبيعة الدور الذي يسعى للعبه في هذه الأزمة.

ورغم أن المقترح الجديد لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا لا يزال ينتظر موقفًا رسميًا من إسرائيل، فإن غياب دعم واضح من واشنطن لهذا الطرح أثار تساؤلات حول جدوى تلك المبادرة ومدى قدرتها على تحريك جهود الوسطاء.

جدل حول هدنة الستين يومًا

اعتبر خبراء سياسيون أن تصريحات ترمب لا تصب في مصلحة الوسطاء الذين يبذلون جهودًا متواصلة منذ أسابيع لدفع الطرفين نحو اتفاق، ورجح هؤلاء أن يشارك فريق نتنياهو قريبًا في المحادثات لكن بالتوازي مع استمرار العملية العسكرية المزمعة في غزة، وهو ما يجعل نجاح أي هدنة رهينًا بتنازلات من حركة حماس أو مواجهة خطر انهيار جديد للمفاوضات.

ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن تصريحات ترمب بشأن العدد المحتمل للرهائن الأحياء "هزت عائلاتهم"، وقد تجبر نتنياهو على العودة إلى طاولة التفاوض.

ترمب ينسب لنفسه الفضل

خلال حديثه للصحافيين في البيت الأبيض، نسب ترمب لنفسه الفضل في التوصل لاتفاق تبادل الأسرى خلال الهدنة السابقة بين يناير ومارس الماضيين، مؤكداً أن إدارته تبذل أقصى الجهود لإطلاق سراح من تبقى، وقال: "إذا كان لديهم الآن 20 رهينة، ربما لا يكون العدد 20 لأن اثنين منهم لم يعودا موجودين، إننا نبذل قصارى جهدنا، لكن الأمر ليس سهلاً".

وأضاف أن احتجاز حماس للرهائن يمثل ابتزازًا يجب أن ينتهي، مشيرًا إلى أن بعض عائلات الرهائن لا تعارض احتلال مدينة غزة في إشارة إلى الجدل حول خطة إسرائيل للسيطرة الكاملة على القطاع.

تضارب في الأرقام

أكدت القناة الإسرائيلية 12 أن إطلاق سراح الرهائن بات ضرورة ملحة خاصة بعد تصريحات ترمب التي أثارت مخاوف حول عدد الأحياء منهم، لكن منسق شؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيليين غال هيرش، نفى تلك التقديرات، موضحًا أن 20 رهينة ما زالوا أحياء، بينهم اثنان في حالة خطرة، بينما توفي 28 آخرون.

في المقابل، أعلن نتنياهو، خلال تفقده وحدات عسكرية في غزة أنه صادق على خطط الجيش للسيطرة على مدينة غزة وهزيمة حماس، موجهًا ببدء مفاوضات فورية لإطلاق سراح جميع المحتجزين، على أن يتم إنهاء الحرب وفق "شروط إسرائيل" وأبرزها نزع سلاح حماس.

مفاوضات في الكواليس

ذكرت القناة الإسرائيلية 12 أن هناك مفاوضات لتحديد موعد ومكان بدء محادثات الصفقة، متوقعةً أن يغادر الوفد الإسرائيلي قريبًا، وبحسب مصادر مطلعة، فإن الفجوات بين إسرائيل وحماس لم تعد كبيرة لكن القرار النهائي يبقى بيد نتنياهو، وأضافت أن الهجوم العسكري الجديد على غزة قد يبدأ في منتصف سبتمبر المقبل بعد استدعاء قوات الاحتياط اللازمة.

من جانبه، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي أن مسؤولًا إسرائيليًا رفيع المستوى أكد أن نتنياهو سوف يأمر بإرسال وفد للتفاوض حول جميع الرهائن أحياءً وأمواتًا وكذلك حول إنهاء الحرب وفق شروط إسرائيل.

شروط إسرائيل ورد حماس

نص المقترح الجزئي الذي وافقت عليه حماس يوم 18 أغسطس على الإفراج عن 10 رهائن و18 جثمانًا مقابل هدنة لمدة 60 يومًا، يليها إطلاق سراح باقي الرهائن ضمن تسوية أشمل. لكن إسرائيل لم ترسل بعد ردًا رسميًا على هذه المبادرة.

في المقابل، صرح القيادي في حماس محمود مرداوي، أن الحركة مستعدة لإبرام صفقة شاملة تشمل إطلاق جميع الأسرى من الجانبين ووقف الحرب وضمان إدخال المساعدات وإعادة الإعمار برؤية فلسطينية، لكنه اتهم نتنياهو بتعمد عرقلة المفاوضات والمماطلة من أجل استمرار الحرب.

وكالات