كشفت القناة الإسرائيلية 12 عن تفاصيل مشادة كلامية غير مسبوقة جرت بين وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ورئيس الأركان إيال زامير، خلال اجتماع أمني عقد الخميس الماضي لمناقشة خطة احتلال قطاع غزة في إطار ما يسمى بعملية "عربات جدعون 2".
اندلع الخلاف بسبب آلية إخلاء نحو مليون من سكان مدينة غزة، حيث أصر زامير على أن تحديد توقيت الإخلاء أمر بالغ التعقيد نظرًا لغياب ضمانات حول مستوى تعاون السكان والوسائل المتاحة لتنفيذ العملية.
مواقف متناقضة وتصعيد في النقاش
في المقابل، شدد سموتريتش على ضرورة التحرك بسرعة وفرض حصار شامل على من يرفض الإخلاء، حتى لو أدى ذلك على حد تعبيره إلى "الموت جوعًا أو الاستسلام".
وهنا تدخل وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير موجهاً حديثه لرئيس الأركان بسخرية: "ماذا، هل أنت خائف؟"، الأمر الذي أشعل النقاش أكثر.
رد زامير جاء صارمًا، حيث أكد أن العمليات العسكرية تتطلب وقتًا وتقديرًا دقيقًا للواقع الميداني خاصة في مناطق خانيونس ورفح، متهمًا سموتريتش بعدم الالتزام بتوجيهات القيادة السياسية والعسكرية.
صمت نتنياهو وكاتس
المثير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يتدخل في المشادة وكذلك وزير الأمن يسرائيل كاتس والوزير رون ديرمر، واكتفوا بالتأكيد على الضغوط الأميركية الكبيرة التي تدفع إسرائيل لاتخاذ قرارات سريعة وحاسمة، وأشاروا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يريد إنهاء الحرب بسرعة دون الدخول في مسار طويل ومعقد.
مخاوف من تسريبات الكابينيت
عبر وزير الأمن يسرائيل كاتس لاحقًا عن قلقه الشديد من التسريبات الإعلامية التي خرجت للعلن حول الخلافات في اجتماعات "الكابينيت"، محذرًا من أن نشر تفاصيل من النقاشات المغلقة يشكل خطرًا مباشرًا على الأمن الإسرائيلي ويكشف أسرارًا كان يجب أن تبقى سرية.
اجتماع جديد للكابينيت
إلى جانب ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) سوف يعقد اجتماعًا حاسمًا يوم الثلاثاء المقبل لبحث خطط احتلال غزة بشكل مفصل بالإضافة إلى مناقشة ملف صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.
ويأتي هذا الاجتماع وسط أجواء من التوتر السياسي والعسكري المتصاعد حيث تتواصل الهجمات الإسرائيلية على القطاع في وقت تبحث فيه القيادة الإسرائيلية عن استراتيجية موحدة تجمع بين التصعيد العسكري والخيارات السياسية.
