زامير يوجه تحذيرات عسكرية مباشرة إلى نتنياهو حول اقتحام غزة.. هل يتراجع عن قراره؟

زامير
زامير

وجه رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، تحذيرًا صريحًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أن أي عملية لاحتلال مدينة غزة ستشكل تهديدًا كبيرًا على حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس. 

وجاء هذا التحذير في وقت تزايدت فيه الضغوط من عائلات الأسرى على الحكومة الإسرائيلية للإسراع في وإبرام صفقة تبادل تضمن عودة ذويهم.

ودعا زامير نتنياهو إلى قبول الصفقة المطروحة حاليًا، والتي وافقت عليها حركة حماس بالفعل، مشيرًا إلى أن الجيش وفّر الظروف اللازمة لإنجاز الاتفاق، وأن القرار النهائي بات بيد رئيس الوزراء.

صفقة قائمة وضغوط متصاعدة

تتزامن تصريحات زامير مع تأكيدات من مصادر إسرائيلية بأن هناك صفقة تبادل جاهزة على الطاولة، تشمل الإفراج عن أسرى إسرائيليين مقابل إطلاق سراح عدد من الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال. 

وتقدّر تل أبيب أن لدى حماس نحو 50 أسيرًا، من بينهم 20 على قيد الحياة، في حين تحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و800 أسير فلسطيني، وسط اتهامات حقوقية متكررة بممارسة التعذيب والإهمال الطبي بحقهم.

رحبت عائلات الأسرى بموقف زامير، معتبرة أنه يعكس رغبة غالبية الإسرائيليين في التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب ويعيد جميع المحتجزين.

انقسام بين الخيار العسكري والحل السياسي

رغم التحذيرات المتكررة، يواصل نتنياهو وحكومته التحضير لخطة عسكرية واسعة لاحتلال ما تبقى من قطاع غزة، وتشمل الخطة البدء بمدينة غزة عبر تهجير سكانها الذين يقدر عددهم بنحو مليون نسمة، ثم تطويقها وتنفيذ عمليات توغل في أحيائها، قبل التوجه لاحقًا إلى المخيمات وسط القطاع.

ثعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، من لهجته معلنًا أنه صادق بالفعل على خطط احتلال غزة، مهددًا بإطلاق نار كثيف وتهجير واسع، ومتوعدًا بجعل المدينة تواجه نفس مصير رفح وبيت حانون، اللتين تعرضتا لدمار شامل خلال الأشهر الماضية.

تفاصيل الصفقة المقترحة

وبحسب ما نشرته القناة 12 العبرية، فإن الصفقة الحالية تشمل إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي قرب الحدود مع القطاع لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، إلى جانب وقف مؤقت لإطلاق النار يمتد 60 يومًا. 

وخلال هذه الفترة، ينفذ التبادل على مرحلتين: الأولى تشمل الإفراج عن 10 أسرى أحياء و18 جثمانًا إسرائيليًا، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، بينما تتناول المرحلة الثانية ترتيبات تهدئة طويلة الأمد منذ اليوم الأول لبدء التنفيذ.

استمرار الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي

تزامنت هذه التطورات مع إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط من لواء "كفير" في حادث عملياتي بخان يونس، ليرتفع عدد قتلى الجيش منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 899 وفق الإحصاءات الرسمية. 

غير أن تقارير فلسطينية تتهم الجيش الإسرائيلي بإخفاء الأعداد الحقيقية لخسائره، مستندة إلى بيانات الفصائل التي تؤكد تنفيذها عمليات وكمائن أوقعت قتلى وجرحى في صفوف قوات الاحتلال.

الإبادة الجماعية في غزة

بدعم أمريكي مباشر، تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 حربها على قطاع غزة، والتي وصفتها تقارير حقوقية دولية بأنها إبادة جماعية شملت القتل والتهجير والتجويع وتدمير البنية التحتية، وأدت هذه الحرب حتى الآن إلى استشهاد 62,686 فلسطينيًا وإصابة 157,951 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن وجود أكثر من 9 آلاف مفقود، ونزوح مئات الآلاف، إلى جانب مجاعة أودت بحياة 289 فلسطينيًا بينهم 115 طفلًا، في ظل تجاهل إسرائيل لكل النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

وكالات