لماذا عززت مصر وجودها العسكري على الحدود مع غزة؟.. الإعلام العبري يوضح

الجيش المصري
الجيش المصري

كشفت تقارير عبرية عن تحركات عسكرية مصرية واسعة النطاق على الحدود الشرقية مع قطاع غزة وسط تصاعد المخاوف من أن تؤدي العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة إلى نزوح جماعي للفلسطينيين باتجاه معبر رفح وشبه جزيرة سيناء.

وذكرت قناة i24NEWS الإسرائيلية أن القاهرة دفعت خلال الأيام الأخيرة بتعزيزات كبيرة شملت نحو 40 ألف جندي وآليات مدرعة نحو شمال سيناء، في خطوة صفت بأنها رسالة مزدوجة: منع أي خرق أمني أو عبور جماعي للاجئين، وفي الوقت نفسه تأكيد رفض مصر المطلق لأي حلول على حساب أراضيها وسيادتها.

مخاوف مصرية

بحسب القناة العبرية، فإن الجيش الإسرائيلي يستعد لعمليات قد تفضي إلى احتلال مدينة غزة وهو ما قد يدفع قرابة مليون فلسطيني للنزوح جنوبًا وربما محاولة العبور إلى الأراضي المصرية.

وترى القاهرة أن مثل هذا السيناريو يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري لأنه سوف يشكل عبئًا إنسانيًا واقتصاديًا وأمنيًا هائلًا على سيناء، كما أنه قد يحول جنوب غزة إلى محطة مؤقتة لترسيخ سياسة "الهجرة الطوعية" التي تروج لها أوساط إسرائيلية.

مصر ترفض الحلول على حسابها

أكدت المصادر العبرية أن مصر ترفض رفضًا قاطعًا أي سيناريو يفرض عليها استقبال موجات لجوء جماعية من غزة وتعتبر أن ما يجري محاولة إسرائيلية لنقل الأزمة الفلسطينية إلى الأراضي المصرية.

وقالت القناة إن هذه الخطوة العسكرية المصرية جاءت كرسالة سياسية واضحة لإسرائيل وللمجتمع الدولي بأن القاهرة لن تقبل أن تكون أراضيها متنفسًا لمخططات التهجير القسري، مشيرة إلى أن الملحق الأمني لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل ينص على ضرورة التنسيق المسبق لأي تغيير في انتشار القوات قرب الحدود.

تصريحات إسرائيلية تكشف التباين

وفي هذا السياق، حذرت نائبة السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة روث واسرمان-لاندا من أن مصر، رغم لعبها دور الوسيط في مفاوضات وقف إطلاق النار، تستعد عسكريًا في الوقت ذاته لمواجهة سيناريو تهجير الفلسطينيين.

وأضافت في تصريحات إذاعية أنها تؤيد مبدأ "الهجرة الطوعية" لسكان غزة لكن ليس باتجاه مصر، ووصفت ذلك بالخيار الخطير الذي يثير مخاوف المصريين وعداءهم التاريخي تجاه إسرائيل داعية إلى البحث عن دول بديلة مثل إندونيسيا أو السودان أو بعض الدول الأوروبية لاستيعاب الفلسطينيين.

التهجير "خط أحمر"

عبرت مصر من جانبها مرارًا عن موقفها الواضح. فقد شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على أن تهجير الفلسطينيين من غزة خط أحمر لا يمكن القبول به تحت أي ظرف.

وأكدت القاهرة أن أي محاولة لتحويل غزة إلى منطقة غير صالحة للسكن بهدف دفع سكانها إلى الهجرة القسرية سوف تعتبره خرقًا مباشرًا للاتفاقات الدولية وتهديدًا للأمن القومي المصري والعربي.

عملية "عربات جدعون 2" وتداعياتها

تزامنت هذه التطورات مع إعلان الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته في غزة تحت مسمى "عربات جدعون 2" وإصدار أوامر استدعاء لما يقرب من 60 ألف جندي احتياط ما زاد من المخاوف المصرية من تصعيد قد يؤدي إلى تدفق الفلسطينيين على الحدود.

وأوضحت هيئة البث العبرية أن المصريين أبدوا قلقًا متزايدًا منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا الملاصق للحدود المصرية داخل غزة، حيث تخشى القاهرة أن يؤدي اتساع العمليات إلى فوضى إنسانية وأمنية كبرى على حدودها الشرقية.

روسيا اليوم