خياران لا ثالث لهما.. ما هي خطة إسرائيل للتعامل مع أسطول الصمود المتجه لغزة؟

أسطول الصمود
أسطول الصمود

تترقب الأوساط الدولية والإقليمية وصول أسطول "الصمود" المتضامن مع الفلسطينيين إلى سواحل قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، بينما أعلن القائمون على الحملة أنهم في حالة استنفار كامل، مؤكدين أن الأسطول بات على بعد 10 أميال بحرية فقط من منطقة الخطر، مما ينذر بمواجهة محتملة مع البحرية الإسرائيلية.

خطة إسرائيلية غير مسبوقة

كشفت قناة "كان" العبرية مساء الثلاثاء عن الخطوط العريضة للخطة الإسرائيلية لمواجهة الأسطول، إذ ترفض تل أبيب تمامًا السماح للسفن باختراق الحصار البحري المفروض على غزة منذ عام 2007 عقب سيطرة حركة حماس على القطاع.

وبحسب القناة، فإن الجيش الإسرائيلي يعتزم التعامل مع الأسطول عبر وحدات النخبة في "الأسطول 13" إلى جانب قوات البحرية، على أن يتم اعتقال المئات من النشطاء المتواجدين على متن السفن ونقلهم إلى ميناء أسدود للتحقيق قبل ترحيلهم خارج إسرائيل.

لكن نظرًا إلى ضخامة الأسطول وعدد سفنه الكبير، فإن الخطة تشمل خيارًا أكثر قسوة، يتمثل في إغراق بعض السفن في البحر لتفادي التعامل مع جميعها دفعة واحدة.

أسطول استثنائي مختلف

على خلاف القوافل البحرية السابقة، يضم أسطول "الصمود" ما يقارب خمسين سفينة تحمل على متنها أكثر من 500 ناشط مؤيد للقضية الفلسطينية ينتمون إلى نحو 40 دولة، ويعتبر هذا العدد الأكبر من نوعه حتى الآن، وهو ما يجعل إسرائيل في مواجهة مع حدث غير مسبوق، خاصة وأن الأسطول يحظى بمرافقة مباشرة من سفن حربية إيطالية وإسبانية وتركية، إضافة إلى طائرات مسيّرة تركية رصدت وهي تحلق فوق المنطقة الأسبوع الماضي.

المسار البحري وموقع الأسطول

وصلت أولى سفن الأسطول خلال الساعات الماضية إلى شمال الإسكندرية في مصر، على بعد نحو 170 ميلًا بحريًا من غزة، أي ما يعادل أكثر من 300 كيلومتر، ويقترب المسار البحري للأسطول من نفس المنطقة التي اعترضت فيها إسرائيل القوافل البحرية السابقة، وهو ما يضاعف احتمالات المواجهة خلال الساعات المقبلة.

خلفيات سياسية وتوتر أوروبي متصاعد

تزامن تحرك الأسطول مع تصاعد حالة الغضب الشعبي والسياسي في أوروبا ضد إسرائيل، نتيجة اتساع رقعة الحرب في غزة والاعتراف الدولي المتزايد بدولة فلسطين، وتمنح هذه الأجواء الحملة زخمًا إضافيًا وتضع إسرائيل أمام مأزق سياسي ودبلوماسي في حال قررت استخدام القوة المفرطة ضد النشطاء الدوليين.

اتهامات إسرائيلية وربط مباشر بحماس

في المقابل، تحاول تل أبيب التشكيك في دوافع الحملة عبر تقديم وثائق قالت إنها عثر عليها في غزة، تظهر ارتباط الأسطول بمنظمة "PCPA" التي وصفتها إسرائيل بأنها واجهة لحركة حماس.

كما تضمنت الوثائق أسماء شخصيات بارزة من منظمي الأسطول، مثل زاهر بيراوي من بريطانيا وسعيد أبو كشك من إسبانيا، اللذين اعتبرت إسرائيل أنهما مرتبطان بشكل مباشر بالتحركات التنظيمية لحماس داخل القطاع.

إرم نيوز