أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه لن يتراجع عن عملية "عربات جدعون 2" قبل الانتهاء من تطبيق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قطاع غزة، مؤكدًا أن قواته دخلت بالفعل مرحلة عسكرية "بالغة الخطورة"، ووفق ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، يرى قادة الجيش أن حماية كامل مستوطنات غلاف غزة من نقاط التماس قرب السياج الأمني أمر "مستحيل"، مما يفرض على القوات البقاء في القطاع وضواحيه خلال الفترة المقبلة، خاصة مع حلول الأعياد اليهودية.
تحذيرات من استغلال حماس
وأوضحت الصحيفة أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تشهد هدوءًا نسبيًا بعد إعلان خطة ترامب إلا أن المؤسسة الأمنية تخشى أن تستغل حركة حماس هذه الأجواء لتحقيق مكاسب ميدانية في اللحظات الأخيرة، وبحسب التقديرات، فقد منحت حماس مهلة زمنية بين ثلاثة وأربعة أيام – وربما أكثر – لترتيب خطواتها بشأن الخطة الأمريكية، بينما توصي قيادة الجيش بمواصلة الهجمات والحفاظ على حالة تأهب قصوى، خصوصًا خلال "يوم الغفران" والأيام التي تليه.
تكتيكات بطيئة
وأشار ضابط بارز يقود العمليات الميدانية في غزة إلى أن المرحلة الأولى من العملية كانت تقوم على "اجتياح سريع"، أما الآن فالتوجه مختلف تمامًا إذ يسعى الجيش إلى تدمير كامل للبنية التحتية فوق الأرض وتحتها.
وأضاف الضابط أن اعتماد أسلوب بطيء وأكثر أمانًا نسبيًا، باستخدام ناقلات جنود مدرعة وعمليات تفجير وغارات جوية وطائرات مسيرة، قد يتيح تدمير قدرات غزة خلال شهرين تقريبًا، لكنه حذر في الوقت نفسه من أن محاولة إنجاز المهمة بسرعة أكبر ستؤدي إلى خسائر بشرية مرتفعة داخل صفوف الجيش، وهو ما تحاول القيادة العسكرية تجنبه قبل أي وقف لإطلاق النار أو انسحاب محتمل.
"#عربات_جدعون".. كيف تنفذها #أمريكا لفرض حكمها على #غزة؟#إرم_نيوز #إسرائيل pic.twitter.com/SgSc98tqek
— Erem News - إرم نيوز (@EremNews) May 8, 2025
غزة تتحول إلى "مدينة مدمرة"
تؤكد التقارير أن التقدم الإسرائيلي في مدينة غزة يتم ببطء مع استخدام قوة نيران كثيفة، في مشهد أشبه بعملية "تسوية المدينة بالأرض" على غرار ما جرى في رفح وخان يونس وبيت حانون.
وبينما تروج حماس لحشد واسع لمواردها البشرية لمواجهة التوغل الإسرائيلي، تشير المعطيات الميدانية إلى أن أعدادًا كبيرة من السكان نزحوا عن المدينة، بعد أن أدركوا أن الجيش جاد في تكرار سيناريو رفح داخل غزة.
ربط بالخبرة اللبنانية
وشدد رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، على ضرورة فرض عقوبات صارمة على أي هجوم تنفذه عناصر حماس ضد مستوطنات الغلاف، ولفتت يديعوت أحرونوت، إلى أن الجيش ينظر إلى الوضع الأمني الحالي جنوب لبنان حيث يتمتع بحرية حركة كاملة منذ حرب 2006 كنموذج يمكن تكراره في غزة.
لكن التحدي الحقيقي، وفق الصحيفة، يكمن في قدرة إسرائيل على ترسيخ هذا الواقع بشكل دائم، ومنع الضغوط الدولية من تقليص حرية عمل قواتها.