أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعليق عملها مؤقتاً في مقرّها بمدينة غزة، بعد تصاعد العمليات العسكرية التي دفعت إلى نقل موظفيها إلى مكاتبها في جنوب القطاع لضمان سلامتهم واستمرارية أنشطتها الإنسانية.
ويأتي هذا القرار في وقت يواجه فيه عشرات الآلاف من سكان مدينة غزة أوضاعاً إنسانية كارثية، وسط تزايد أعداد القتلى والجرحى واستمرار النزوح القسري، فيما تعمل طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني في ظروف بالغة الصعوبة وبقدرات محدودة على الوصول إلى المدنيين.
وأكدت اللجنة الدولية أنها ستواصل جهودها عبر مكاتبها في دير البلح ورفح، حيث يجري تقديم شحنات طبية للمرافق الصحية القليلة المتبقية في غزة، إضافة إلى دعم المستجيبين الأوائل. كما يواصل مستشفى الصليب الأحمر الميداني في رفح استقبال الجرحى وتقديم الرعاية لهم باعتباره شريان حياة في ظل انقطاع الخدمات الصحية شمال القطاع.
وخلال الأسبوعين الماضيين، أوصلت اللجنة الدولية إمدادات طبية منقذة للحياة إلى المستشفيات، وقدمت دعماً للأفران المحلية التي تنتج نحو 45 ألف رغيف خبز يومياً لـ 1,600 عائلة نازحة في 14 مخيماً. كما ساهمت في توفير خزانات مياه ونقلها بالشاحنات، إضافة إلى إصلاح شبكات المياه والصرف الصحي بالتعاون مع مزوّدي الخدمات المحليين.
وجددت اللجنة الدولية تأكيدها على ضرورة وقف الأعمال العدائية فوراً، مشددة على أن القانون الدولي الإنساني يفرض حماية المدنيين والطواقم الطبية والدفاع المدني وضمان وصول المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق إلى جميع مناطق قطاع غزة.
