في خطوة غير متوقعة، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمراً تنفيذياً يمنح قطر ضماناً أمنياً موسعاً، وصف بأنه سابقة في تاريخ العلاقات بين الولايات المتحدة ودولة عربية.
نص القرار الأميركي
وفي هذا الإطار، كشف الصحفي باراك رافيد، مراسل موقع "أكسيوس"، أن هذه الخطوة جاءت عقب ضربة إسرائيلية استهدفت العاصمة القطرية الدوحة، الأمر الذي دفع الإدارة الأميركية إلى تقديم هذا التعهد الأمني كجزء من مساعيها لاحتواء التصعيد وضمان التوازن الإقليمي.
وبحسب ما ورد في القرار، اعتبرت الولايات المتحدة أن "أي هجوم مسلح يستهدف أراضي دولة قطر أو سيادتها أو بنيتها التحتية الحيوية يعد تهديداً مباشراً لأمن وسلام الولايات المتحدة".
التزام يشبه "الناتو"
الأمر التنفيذي أشار إلى التزام أميركي بالدفاع عن قطر، على نحو يشبه المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي تنص على أن أي هجوم على دولة عضو يعتبر هجوماً على جميع الأعضاء.
وجاء في النص: "في حال وقوع مثل هذا الاعتداء، ستتخذ الولايات المتحدة جميع التدابير القانونية اللازمة – بما في ذلك الإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية، والعسكرية إذا استدعى الأمر – لحماية مصالح الولايات المتحدة وقطر، وإعادة الاستقرار والسلام".
كما صدر الأمر التنفيذي الأميركي بعد ثلاثة أسابيع فقط من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت قادة من حركة "حماس" داخل قطر، وهو ما أثار موجة غضب واسعة لدى المسؤولين في الدوحة وواشنطن، وفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى قوة الضمانات الأمنية التي تقدمها الولايات المتحدة لحلفائها في منطقة الخليج.
خطط طوارئ مشتركة
والجدير بالإشارة أن الدوحة تضم أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، وهو ما جعل الهجوم الإسرائيلي الأخير، الصادر عن حليف استراتيجي لواشنطن، بمثابة صدمة كبيرة للمسؤولين القطريين.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد دافع عن الغارات، مؤكداً أنها جزء من مهمة بلاده المعلنة للانتقام من هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي قادته "حماس"، كما اتهم الحكومة القطرية بتوفير "ملاذ آمن" لقيادات الحركة.
فيما وصف رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الغارات الإسرائيلية بأنها "إرهاب دولة"، مشدداً على أن استضافة بلاده لمسؤولي "حماس" جاءت بناءً على طلب أميركي لتسهيل قنوات الاتصال مع الحركة.