كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، أن حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية تجري حالياً نقاشات معمقة حول أبرز البنود الواردة في الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، وبحسب مصادر مطلعة تحدثت للصحيفة، فإن الاعتراضات تتركز على نقاط أساسية تعتبرها المقاومة تهديداً مباشراً لحقوق الفلسطينيين ومستقبل القطاع.
قوة الاستقرار الدولية
تنص الخطة على نشر قوة استقرار دولية تضم أطرافاً أمريكية وأوروبية وعربية، مع مشاركة إسرائيل ومصر والأردن في التنسيق الأمني، وترى حماس أن هذا البند يعني عملياً إعادة احتلال غزة بصيغة دولية، لذلك تشدد على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل، ورفض أي تدخل مباشر أو غير مباشر في شؤون القطاع، كما تطالب بتوضيحات حول طبيعة هذه القوات وعديدها وصلاحياتها وأماكن انتشارها.
نزع السلاح
واحدة من النقاط الأكثر حساسية في الخطة تتعلق بـ نزع سلاح المقاومة، ومنع إدخال الأسلحة وتدمير الأنفاق والبنية العسكرية، وصولاً إلى ترحيل كوادر حماس والفصائل، وترفض الحركة هذا الطرح، معتبرة أن المقاومة المسلحة حق مشروع للشعب الفلسطيني، وبينما يجري التداول بمقترح للفصل بين أسلحة هجومية وأخرى دفاعية، تؤكد حماس أنها لن تتنازل عن حقها في الاحتفاظ بقدراتها الدفاعية داخل غزة.
هيئة انتقالية برئاسة ترامب
تشمل الخطة إنشاء "هيئة انتقالية دولية" لإدارة غزة بمشاركة أمريكية وأوروبية وعربية وإسلامية، على أن يترأسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصياً، وترى الفصائل أن هذه الصيغة تعني وضع غزة تحت وصاية دولية أو شكل آخر من الاحتلال، ولهذا تتمسك بأن تكون أي جهة مشرفة على إدارة القطاع ذات طابع محلي فلسطيني بالكامل.
ضمان أمن إسرائيل والمنطقة العازلة
الخطة تتحدث بوضوح عن جعل غزة "خالية من الإرهاب والتطرف" وضمان أمن إسرائيل، وتعتبر حماس أن هذه الصياغة تبني مباشر للرؤية الأمنية الإسرائيلية، إذ تنزع من الفلسطينيين حقهم في المقاومة، وتحوّل القطاع إلى رهينة لمعادلة أمن إسرائيل، ولذلك تطالب الحركة بانسحاب كامل وفوري لقوات الاحتلال وفق جدول زمني واضح وبضمانات دولية.
الحوار بين الأديان
تتضمن الوثيقة بنداً حول تعزيز "الحوار بين الأديان" على أساس التسامح والتعايش، غير أن حماس ترى في ذلك محاولة لإضفاء طابع ديني على الصراع، بما يخدم السردية الإسرائيلية ويُبعد القضية عن بعدها التحرري والوطني، ولهذا، قد تسعى الحركة إلى تعديل أو حذف هذا البند لتفادي أي تأويل يمكن أن يفهم منه بوابة لـ "التطبيع الديني".
إعادة الإعمار مشروطة بالإصلاح السياسي
ربطت الخطة عملية إعادة إعمار غزة بإصلاح السلطة الفلسطينية ومفاوضات سياسية طويلة الأمد، وتعتبر حماس هذا الربط نوعاً من الابتزاز السياسي الذي يؤخر إعادة الإعمار ويستخدمه كورقة ضغط، لذلك، تصر على أن تبدأ عملية إعادة البناء فوراً ومن دون أي شروط مسبقة.
انقسامات داخلية ومشاورات لم تحسم بعد
بحسب المصادر، ما زالت المداولات داخل حماس جارية حول قضايا مثل نزع السلاح وإبعاد الكوادر، ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر مقرب من الحركة أن هناك تبايناً في الآراء بين جناحين:
- الأول يميل إلى قبول الخطة بشكل غير مشروط على أن يضمن الوسطاء تنفيذ إسرائيل لها.
- الثاني يتحفظ على بنود مركزية، ويدعو إلى موافقة مشروطة تضمن عدم شرعنة الاحتلال أو تجريم المقاومة، وأكد المصدر أن الحركة لم تحسم موقفها بعد، وأنها بحاجة إلى يومين أو ثلاثة قبل إصدار بيان رسمي يوضح موقفها النهائي من الخطة.