في تطور سياسي جديد على صعيد المفاوضات المتعلقة بوقف الحرب على قطاع غزة، أكدت حركة حماس الفلسطينية، فجر الجمعة، أنها وضعت ملاحظات واضحة على الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء العدوان الإسرائيلي، مشيرة إلى أن موقفها الرسمي سوف يعلن في وقت قريب جداً.
بدأنا المشاورات فور استلام الخطة
أوضح القيادي البارز في الحركة محمد نزال، في تصريح نشر عبر المنصات الإعلامية التابعة لحماس، أن الحركة تسلمت نص الخطة الأميركية مساء يوم الاثنين الماضي، وبادرت منذ اليوم التالي إلى إطلاق مشاورات موسعة شملت النقاشات الداخلية على مستوى القيادة إلى جانب اتصالات مع أطراف عربية وإسلامية داعمة.
وقال نزال: "الخطة الأميركية ليست نصاً مقدساً، وهي تحمل ملاحظات جوهرية، ومن واجبنا كممثلين عن المقاومة الفلسطينية أن نوضح مواقفنا منها بشكل يحفظ مصالح شعبنا وحقوقه، لذلك قررنا مناقشتها في إطار الهدف الأساس، وهو وقف الحرب ووقف المجازر المستمرة في غزة."
لا تفريط بالحقوق ولا قبول بالإبادة
وشدد نزال على أن أي تفاهم أو مبادرة لا يمكن أن تأتي على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، مؤكداً: "لن تكون نهاية الحرب على شكل تفريط أو تنازل، بل هدفنا الأول هو منع استمرار الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهلنا في القطاع".
وأضاف أن الحركة تتعامل بجدية كبيرة مع كل المساعي، وتسعى إلى التوصل لتفاهمات توقف نزيف الدم الفلسطيني، لافتاً إلى أن حماس لا ترى نفسها محكومة بمنطق الوقت أو بضغط المهلة الزمنية التي تحاول واشنطن فرضها: "لا نتعامل وكأن الوقت سيف مسلط على رقابنا".
اتصالات عربية وإسلامية
وأشار نزال إلى أن الحركة على تواصل متواصل ودقيق مع مجموعة من الدول العربية والإسلامية التي وصَفها بـ"الأطراف الصديقة"، من أجل ضمان أن يكون الموقف الفلسطيني منسجماً مع مصالحه العليا، وبما يتيح مواجهة الضغوط السياسية التي تحاول الإدارة الأميركية فرضها.
وأوضح أن النقاشات الأخيرة كانت مكثفة إلى درجة أن المختصين واصلوا العمل "ليل نهار" لوضع تصور واضح يضمن الوصول إلى صيغة تفاهم متوازنة، مؤكداً أن الإعلان عن الموقف الرسمي من الخطة سيتم خلال وقت قصير جداً، قائلاً: "لن يتأخر كثيراً."