أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تقديره الكبير للمبادرة التي أطلقها نظيره الأميركي دونالد ترامب حول إنهاء الحرب في غزة، مؤكداً أنها تمثل خطوة جادة على طريق تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال السيسي في كلمة ألقاها بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر 1973: "لا يسعني إلا أن أوجه التحية والتقدير للرئيس الأميركي دونالد ترامب على مبادرته التي تسعى لوقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وأضاف أن وقف إطلاق النار وعودة الأسرى والمحتجزين وبدء عملية إعادة إعمار غزة يمثلون بداية الطريق نحو مسار سياسي سلمي يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والاعتراف بها دولياً، مشدداً على أن هذه الخطوات تؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح نحو السلام الدائم والاستقرار الراسخ.
المصالحة لا المواجهة
أكد الرئيس المصري أن المصالحة وليس المواجهة هي السبيل الوحيد لبناء مستقبل آمن للأجيال القادمة، داعياً إلى الحفاظ على منظومة السلام الإقليمي التي أرستها الولايات المتحدة منذ سبعينيات القرن الماضي، معتبراً أنها الإطار الاستراتيجي للاستقرار في الشرق الأوسط.
وأوضح السيسي أن توسيع هذه المنظومة لن يتحقق إلا من خلال تعزيز ركائز العدالة وضمان حقوق الشعوب، مشيراً إلى أهمية التعاون الإقليمي الذي ينهي الصراعات ويطلق طاقات التكامل والازدهار بين دول المنطقة.
السلام القائم على العدل لا على القوة
وفي تأكيد على موقف مصر الثابت، شدد السيسي على أن السلام الحقيقي في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وقال: "نؤمن إيماناً راسخاً بأن السلام المفروض بالقوة لا يولد سوى الاحتقان، بينما السلام القائم على العدل هو الذي يثمر تطبيعاً حقيقياً وتعايشاً مستداماً بين الشعوب".
مباحثات القاهرة
تأتي تصريحات السيسي بالتزامن مع انطلاق المباحثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في القاهرة، التي تهدف إلى تنفيذ خطة ترامب للسلام في غزة، وتسعى الأطراف المشاركة إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق شامل يستند إلى خطة من 20 بنداً كان ترامب قد أعلنها قبل أسبوع، وتشمل وقف الحرب وتبادل الأسرى وإطلاق عملية إعادة الإعمار.
وقالت وزارة الخارجية المصرية إن التركيز الأولي للمحادثات سوف ينصب على إبرام صفقة تبادل الأسرى والرهائن، إذ من المتوقع أن يتم الإفراج عن المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
مشاركة إقليمية ودولية رفيعة
وتشارك في هذه المباحثات أطراف بارزة، حيث يقود وفد حركة حماس المفاوض البارز خليل الحية، بينما يرأس الوفد الإسرائيلي وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، كما تضم المشاركة الأميركية المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب، في حين تشرف مصر على العملية بوصفها الوسيط الرئيسي.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس سوف تستمر لبضعة أيام فقط، موضحاً أن الهدف هو التوصل إلى اتفاق سريع يضع نهاية نهائية للحرب ويمهد لمرحلة جديدة من الاستقرار في غزة والمنطقة.