أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أن بلاده تحقق تقدماً ملموساً في جهودها الدبلوماسية لإنهاء الحرب على قطاع غزة، مشيراً إلى أن مفاوضات شرم الشيخ ركزت على وضع آلية أمنية تضمن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع في إطار خطة شاملة لإحلال الاستقرار.
وجاءت تصريحات الوزير خلال مؤتمر صحفي مشترك في القاهرة مع وزيرة خارجية سلوفينيا تانيا فايون، حيث ناقش الطرفان العلاقات الثنائية وآخر المستجدات الإقليمية، وفي مقدمتها الأوضاع المتدهورة في غزة.
وأكد عبد العاطي أن المفاوضات الجارية في شرم الشيخ تسعى إلى تحقيق تقدم حقيقي على الأرض، مشدداً على أن القاهرة "لن تتوقف عن بذل كل الجهود لوقف المجازر وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني".
آلية الانسحاب وضمان تدفق المساعدات الإنسانية
أوضح وزير الخارجية المصري، أن النقاشات الحالية تركز على عدة محاور إنسانية وأمنية أساسية، أبرزها السماح بالدخول الكامل وغير المشروط للمساعدات عبر القنوات الأممية، إلى جانب التوافق على آلية تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من القطاع بشكل منظم يضمن عدم تجدد الصراع.
وأضاف أن هدف القاهرة هو الوصول إلى سلام عادل وشامل يقوم على حل الدولتين ووحدة الأراضي الفلسطينية بين الضفة الغربية وغزة، معرباً عن أمله في أن تؤدي هذه الجولة إلى وقف الحرب ورفع الحصار وإنهاء المجاعة التي تهدد المدنيين في القطاع.
مباحثات حول الأسرى
وأشار عبد العاطي إلى أن المرحلة الأولى من المفاوضات تتناول ملف تبادل الأسرى بين الجانبين، بما في ذلك إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، مؤكداً أن تمكين السلطة الفلسطينية من إدارة شؤون القطاع يشكل خطوة أساسية نحو إقامة الدولة المستقلة.
كما كشف عن مناقشات جارية لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، بالتنسيق مع دول أوروبية والولايات المتحدة، لافتاً إلى أن مصر ترحب بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة طالما أنها تساهم في وقف الحرب وتخفيف المعاناة الإنسانية.
سلوفينيا: الوضع في غزة كارثي
من جانبها، وصفت وزيرة خارجية سلوفينيا تانيا فايون الوضع الإنساني في غزة بأنه "كارثي وغير مسبوق"، مؤكدة أن القطاع تعرض لتدمير واسع النطاق يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لوقف الحرب المستمرة.
وأكدت الوزيرة أن بلادها تدعم الجهود الدولية لإنهاء الحرب وتؤيد المقترحات المطروحة، بما في ذلك مبادرة الرئيس الأميركي حول غزة، مشددة على ضرورة تفعيل جميع المبادرات السلمية التي من شأنها إعادة الأمل للفلسطينيين.
دعوة دولية لوقف النار
وشددت الوزيرة السلوفينية على أهمية وقف إطلاق النار الفوري وإطلاق سراح جميع المحتجزين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون تأخير، مؤكدة أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة.
كما أكدت تمسك بلادها بحل الدولتين، ورفضها لأي خطوات تهدف إلى ضم الضفة الغربية أو تغيير الوضع القانوني للأراضي الفلسطينية، مشيرة إلى أن للفلسطينيين الحق الكامل في بناء دولتهم المستقلة على أراضيهم، داعية إلى وقف جميع الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية.