حماس تربط تسليم سلاحها بهذا الأمر في غزة وتصر على تنفيذ هذا المبدأ

حماس
حماس

كشف مصدر فلسطيني مطلع على سير مفاوضات شرم الشيخ أن حركة حماس اشترطت ربط تسليم سلاحها وترسانتها الثقيلة للجنة المصرية – الفلسطينية المشتركة بتنفيذ انسحاب إسرائيلي تدريجي وكامل من قطاع غزة.

وأوضح المصدر، أن الحركة تصر على مبدأ خطوة مقابل خطوة، أي أن يتم تسليم جزء من السلاح مقابل كل مرحلة انسحاب إسرائيلية، مع قيام اللجنة المشتركة بحصر الأسلحة والتأكد من مطابقتها قبل تسليمها رسميًا.

مخاوف حماس

وأشار المصدر إلى أن حماس تبدي قلقًا كبيرًا أمام الوسيطين المصري والقطري بشأن آلية الانسحاب الإسرائيلي، إذ تخشى من أن تنكث إسرائيل التزاماتها في حال غياب ضمانات أمريكية واضحة.

وتطالب الحركة بضمانات تردع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الانفصال عن الخطة أو خرق اتفاق وقف إطلاق النار بمجرد توقيعه، خاصة أن واشنطن لم تقدّم بعد تعهدًا صريحًا في هذا الجانب.

مفاوضات معقدة

وأكد المصدر أن الوفود المشاركة تبذل جهودًا مكثفة منذ ثلاثة أيام متواصلة، في ظل مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين، وتدور أبرز النقاشات حول تبادل المحتجزين والأسرى، إذ تتمسك حماس بأن تتصدر قائمتها للأسرى المحررين شخصيات بارزة مثل:

  • مروان البرغوثي.
  • أحمد سعدات.
  • حسن سلامة.
  • عباس السيد.

وتعتبر الحركة أن إدراج هؤلاء ضمن الصفقة يمثل مؤشرًا على جدية الاتفاق وعدالته السياسية.

شروط حماس والضمانات المطلوبة

وأوضح المصدر أن ملف الضمانات الأمنية والسياسية يعد محور الخلاف الأبرز، إذ تطالب حماس بأن يشمل الاتفاق:

  • وقفًا دائمًا للاعتداءات الإسرائيلية على غزة.
  • تأمين خروج آمن لقياداتها وعناصرها الراغبين في مغادرة القطاع دون ملاحقات لاحقة.
  • تعهد بعدم ممارسة ضغوط على الدول التي ستستقبلهم أو إجبارها على تسليمهم لإسرائيل.
  • وترى الحركة أن هذه الضمانات ضرورية لضمان استقرار ما بعد الحرب ونجاح خطة التسوية.

الضمانات الأمريكية المحتملة

من جانبه، نقل مصدر أمريكي مطلع أن الولايات المتحدة سوف تتحمل مسؤولية الإشراف على تنفيذ الاتفاق في حال توقيع حماس عليه رسميًا.

وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تعتبر نفسها الضامن الرئيسي للخطة، مؤكداً أن التعامل الإيجابي مع بنودها هو “الطريق الأضمن لتحقيق السلام وحماية سكان غزة”.

كما لفت إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتابع تطورات المفاوضات عن كثب، وأن الأنباء الواردة إلى البيت الأبيض من الوفد الأمريكي مبشرة، خصوصًا فيما يتعلق بملف تبادل الأسرى وبعض البنود الأمنية الحساسة.

رؤية الباحثين الأمريكيين

وفي تحليل للمشهد، قال الباحث الإستراتيجي الأمريكي دان ريني إن الضمانة الحقيقية أمام حماس ليست الوعود، بل قوة الردع الأمريكية وقدرتها على فرض الالتزام، وأوضح أن واشنطن لن تمنع إسرائيل من الدفاع عن نفسها إذا تعرض أمنها للخطر، لكنها تستطيع خلق توازن ردع يجعل الحرب خيارًا مكلفًا وغير ضروري.

وأضاف أن تنفيذ الاتفاق، في حال توقيعه، سوف يخضع لإشراف مراقبين أمريكيين وإقليميين لمتابعة إدخال المساعدات وتنفيذ إعادة الإعمار، مع فرض عواقب واضحة على أي طرف ينتهك البنود.

ترامب يسعى لجعل السلام أكثر جدوى من الحرب

وأشار ريني إلى أن وسائل الردع التي سوف يعتمدها الرئيس ترامب لن تقتصر على التصريحات السياسية، بل ستترجم إلى خطوات عملية تضمن عدم تجدد القتال.

وأكد أن الرسالة الأمريكية واضحة: "إذا نزعت حماس سلاحها وحافظت على السلام، فإن المنطقة كلها سوف تستفيد من الاستقرار والتعاون والازدهار."

واختتم الباحث بالقول إن الهدف ليس تقييد إسرائيل، بل خلق مصلحة مشتركة للطرفين في الحفاظ على الاستقرار، مع التأكيد على أن كلمة الولايات المتحدة سوف تظل محورًا أساسيًا في ضمان تنفيذ الاتفاق وتحقيق السلام الفعلي.

إرم نيوز