اتفاق تاريخي.. تفاصيل اللحظات الأخيرة لتوقيع المرحلة الأولى من خطة السلام بين إسرائيل وحماس

وقف إطلاق النار في غزة
وقف إطلاق النار في غزة

كشفت قناة القاهرة الإخبارية اليوم الخميس 9 أكتوبر 2025، عن استمرار المباحثات المكثفة بين الوفود المشاركة لوضع اللمسات النهائية على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرة إلى أن أجواء الاجتماعات الأخيرة كانت إيجابية بشكل ملحوظ بعد انضمام رؤساء الوفود رسميًا إلى المفاوضات، ما ساهم في تسريع التفاهمات بين الأطراف.

وأكدت القناة أن الاتفاق بات جاهزًا ودخل حيز التنفيذ رسميًا في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا بتوقيت القاهرة، وسط إجراءات أمنية مشددة لتأمين جميع الوفود المشاركة وضمان سير المفاوضات دون أي توتر.

وأضافت المصادر أن مصر لعبت دورًا حاسمًا في دفع العملية نحو النجاح، حيث كثفت جهودها لضمان دخول الجرافات والمعدات إلى القطاع لتهيئة الطرق المدمرة بفعل الحرب، بما يسمح بتدفق المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنظم إلى غزة فور تثبيت وقف إطلاق النار.

اتفاق أولي بعد مشاورات مكثفة

ووفقًا للتقارير، فإن الاتفاق النهائي جاء ثمرة اجتماعات طويلة ومكثفة بين الوفود الفلسطينية والإسرائيلية والدول الوسيطة، والتي استمرت لساعات في أجواء من الحذر والترقب، وقد تم التوصل إلى تفاهمات مبدئية تشمل وقف إطلاق النار الشامل، وفتح المعابر الحدودية، وبدء مرحلة جديدة من إعادة الإعمار تحت إشراف دولي وعربي مشترك.

وتشير المعطيات إلى أن القاهرة كانت المحرك الرئيسي في تقريب وجهات النظر بين الجانبين، من خلال اتصالات مباشرة مع واشنطن وتل أبيب والدوحة، لتثبيت البنود الأساسية قبل الإعلان الرسمي.

ترامب يعلن عن "خطوة تاريخية"

في تطور مفاجئ، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجر الخميس، توقيع كل من إسرائيل وحماس على المرحلة الأولى من خطة السلام الأمريكية الجديدة، التي وصفها بأنها “تاريخية وغير مسبوقة في مسار الصراع”.

وفي منشور عبر منصته الرسمية "تروث سوشيال"، قال ترامب: "أنا فخور جدًا بالإعلان عن أن إسرائيل وحماس وقعتا على المرحلة الأولى من خطة السلام الخاصة بنا. هذه خطوة هائلة نحو تحقيق سلام دائم وقوي وأبدي في الشرق الأوسط".

وأوضح الرئيس الأمريكي أن الاتفاق يتضمن الإفراج عن جميع المحتجزين قريبًا جدًا، وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى خطوط متفق عليها، باعتبارها خطوات تمهيدية قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة، التي تركز على إعادة الإعمار وتثبيت الاستقرار في قطاع غزة.

يوم تاريخي للعالمين العربي والإسلامي

وأضاف ترامب في منشوره أن جميع الأطراف ستُعامل بعدالة، مؤكدًا أن هذا اليوم يعتبر عظيمًا للعالَمين العربي والإسلامي، ولإسرائيل، وللولايات المتحدة الأمريكية على حد سواء، باعتباره يمثل لحظة نادرة من التوافق في منطقة مضطربة منذ عقود.

وأشار مراقبون إلى أن واشنطن تسعى من خلال هذه الخطوة إلى إعادة بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة، وتهيئة الأرضية لعملية سياسية شاملة قد تشمل ملفات أوسع مثل الحدود، وملف اللاجئين، وإدارة قطاع غزة خلال المرحلة الانتقالية.

نتنياهو: يوم عظيم لإسرائيل

من جانبه، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق بأنه يوم عظيم لإسرائيل، مشيرًا إلى أنه سيعقد جلسة طارئة للحكومة صباح الجمعة من أجل المصادقة الرسمية على بنود الاتفاق.

وفي تدوينة عبر حسابه على منصة “إكس”، كتب نتنياهو: “غدًا سأعقد جلسة للحكومة للموافقة على الاتفاق وإعادة جميع رهائننا الأعزاء إلى الوطن”.

ويأتي ذلك في وقت تظهر فيه المؤشرات أن المرحلة الأولى من الاتفاق ستركز على الجانب الإنساني وتبادل الأسرى والمحتجزين، تمهيدًا لبدء ترتيبات أمنية ميدانية تضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار بإشراف دولي.

دور مصري محوري في إنجاح الاتفاق

أكدت مصادر دبلوماسية أن مصر قادت جهدًا مكثفًا خلال الأسابيع الماضية لتقريب وجهات النظر بين واشنطن وتل أبيب وحماس، حيث أرسلت وفودًا أمنية رفيعة إلى غزة وتل أبيب للوساطة وتنسيق الإجراءات الميدانية، كما تضغط القاهرة حاليًا لضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى القطاع، خصوصًا في المناطق الشمالية التي تضررت بشدة من العمليات العسكرية.

وتشير التحليلات إلى أن نجاح القاهرة في هذا الملف يعزز مكانتها كوسيط إقليمي موثوق، ويعيد لها دورها التاريخي في إدارة ملفات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وكالات