ترتيبات غير مسبوقة.. قرار جديد من إسرائيل للبحث عن جثث الأسرى

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

تعيش الأوساط الإسرائيلية حالة من الاستنفار والتحضير المكثف مع اقتراب موعد تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق شرم الشيخ، الذي يقضي ببدء إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس بعد نحو عامين من احتجازهم.

ووفق ما أوردته القناة 12 الإسرائيلية، فإن تل أبيب تستعد لإطلاق سراح أول دفعة من الأسرى يوم السبت المقبل، وسط ترتيبات أمنية وإعلامية غير مسبوقة لاستقبالهم، وتشير التقديرات إلى أن عدد الأسرى الذين سوف يفرج عنهم في المرحلة الأولى يصل إلى عشرين أسيرًا، على أن يتم تنفيذ العملية دفعة واحدة أو على مراحل خلال الساعات الأولى من صباح السبت.

وتأتي هذه الخطوة تنفيذًا للبنود التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميًا في خطته للسلام، والتي تحدد بوضوح آلية تبادل الأسرى وتوقيت الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.

شروط الاتفاق الجديد بين إسرائيل وحماس

بحسب نص الاتفاق الذي تم الإعلان عنه فجر الخميس، فإن حركة حماس ملزمة منذ لحظة انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، ببدء عملية إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء وتسليم جثامين الأسرى القتلى خلال مدة لا تتجاوز 72 ساعة.

ويهدف هذا الشرط إلى ضمان تنفيذ التفاهمات بشكل منضبط ومتسلسل، بحيث تبدأ المرحلة الأولى بتبادل الأسرى تزامنًا مع وقف إطلاق النار الكامل ودخول قوات المراقبة الدولية إلى الميدان.

تشكيل قوة متعددة الجنسيات

في تطور ميداني لافت، كشفت التقارير الإسرائيلية عن تشكيل قوة متعددة الجنسيات مهمتها البحث عن أماكن دفن الأسرى القتلى الذين لم تتمكن حماس من تحديد مواقعهم.

وسوف تتألف هذه القوة من أربع دول رئيسية: قطر، ومصر، والولايات المتحدة، وإسرائيل، حيث ستعمل ميدانيًا داخل قطاع غزة تحت إشراف مباشر من اللجنة الأمنية المشتركة المنبثقة عن اتفاق شرم الشيخ.

وسوف تسخر إسرائيل لهذه القوة معدات هندسية ثقيلة وتقنيات متطورة للمسح الأرضي والتنقيب، بما في ذلك أجهزة تصوير حراري وطائرات مسيّرة، للمساعدة في تحديد مواقع الدفن أو الأنفاق التي يُعتقد أنها تحتوي على رفات الأسرى.

صعوبة الملف الإنساني

مع التقدم في ترتيبات تنفيذ الاتفاق، تتزايد في إسرائيل الاعترافات بعدم امتلاك حماس معلومات دقيقة عن جميع جثامين الأسرى الذين فقدوا خلال الحرب الأخيرة في غزة.

وتظهر التقديرات أن بعض الجثث قد تكون مدفونة تحت أنقاض المناطق التي شهدت عمليات عسكرية مكثفة، ما يعقّد مهمة العثور عليها، ولهذا السبب تم الاتفاق على تفعيل القوة الدولية لتولي مهام البحث والإنقاذ بالتعاون مع الجهات الإنسانية.

بداية مرحلة جديدة

من المقرر أن تةقع إسرائيل وحركة حماس رسميًا اليوم في مدينة شرم الشيخ المصرية على الاتفاق الذي يدشن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، ويمهد لوقف شامل لإطلاق النار وإنهاء العمليات العسكرية في قطاع غزة.

ويتوقع أن يشهد حفل التوقيع حضورًا رفيع المستوى من وفود أمريكية ومصرية وقطرية إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة، وسط إجراءات أمنية مشددة لضمان نجاح الحدث الذي ينظر إليه كـ"نقطة تحول" في مسار الصراع.

دور مصر والولايات المتحدة في ضمان التنفيذ

أكدت مصادر دبلوماسية مطلعة أن القاهرة وواشنطن تلعبان دور الضامن الأساسي للاتفاق، حيث تم تشكيل غرفة عمليات مشتركة لمتابعة تنفيذ البنود، تشمل مراقبة وقف إطلاق النار، والإشراف على تبادل الأسرى، وتسهيل دخول فرق البحث الدولية إلى القطاع.

كما تتابع مصر ملف إعادة الإعمار وفتح المعابر لتأمين دخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة فور سريان التهدئة، في حين تراقب الولايات المتحدة مسار التزام الطرفين بالاتفاق تمهيدًا للانتقال إلى المرحلة الثانية التي تتناول ترتيبات الأمن وإعادة البناء.

وكالة معا الاخبارية