أثارت وزيرة حماية البيئة في حكومة نتنياهو، عيديت سيلمان، عاصفة من الغضب داخل الأوساط الإسرائيلية بعد نشرها استطلاعًا وصفه الإعلام المحلي بـ"المهين" لأهالي الرهائن الإسرائيليين في غزة.
وجاء الجدل عقب إعلان اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، حيث حاولت سيلمان وفقًا لصحيفة معاريف العبرية، التقليل من شأن المتظاهرين الذين كانوا يحتشدون منذ شهور للمطالبة بعودة ذويهم من الأسر.
استطلاع مثير للسخرية
نشرت الوزيرة منشورًا على حسابها في منصة "إكس" يوم الخميس، يتضمن استطلاعًا استفزازيًا حمل عنوان: "بعد إطلاق سراح جميع الرهائن، علام سيتظاهرون في ساحة الرهائن بكابلان؟"، وقدمت سيلمان عدة خيارات للسخرية من المتظاهرين، كان من بينها:
- "تظاهرة لا يهم حول ماذا"،
- "من أجل أطفال غزة"،
- "إغلاق القناة 14"،
- "إقالة ديفيد زيني (رئيس جهاز الشاباك)".
وأثار هذا المنشور غضبًا واسعًا، إذ اعتبره كثيرون إهانة مباشرة لعائلات الرهائن الذين عاشوا شهورًا من القلق والمعاناة، كما رآه آخرون تجسيدًا لتغوّل الخطاب السياسي الساخر في الحكومة الإسرائيلية الحالية.
هجوم حاد من أعضاء الكنيست والمعارضة
وسارعت عضو الكنيست ميراف بن آري إلى الرد على الوزيرة بلهجة حادة، قائلة: "أنتي جاهلة لدرجة أنكي لا تعرفين حتى موقع ساحة الرهائن، فهي في شارع شاؤول هاميلخ وليس في كابلان، ولكن الأسوأ هو أنكي تقولين هذا في يوم كهذا، بعد أن كنتي تذهبين كل جمعة إلى نصب السهم الأسود لأجل ثلاثة رهائن قبل الحرب، يبدو أن روحكي مرت بعملية مظلمة، وسنذكرك دائمًا بذلك."
ويأتي هذا الهجوم في ظل أجواء سياسية متوترة داخل إسرائيل، حيث تتصاعد الانقسامات بين الحكومة والمعارضة عقب توقيع اتفاق تبادل الأسرى الذي عارضه عدد من الوزراء في ائتلاف نتنياهو.
إعلاميون يهاجمون الوزيرة
من جانبه، كتب الصحفي في صحيفة هآرتس بار پليغ تعليقًا قاسيًا على ما نشرته سيلمان، قال فيه: "عندما تذهبين إلى النوم الليلة، ستعلمين أن التاريخ لن يغفر لكي كنتي جزءًا من حكومة المذبحة، واخترتي التحريض على المواطنين بدلًا من إصلاح الواقع، هذا لا يجلب لك أصواتًا، حتى في الانتخابات التمهيدية."
ووصفت بعض وسائل الإعلام العبرية منشور الوزيرة بأنه "فضيحة أخلاقية وسياسية"، معتبرة أن ما قامت به يعكس انفصال بعض المسؤولين عن مشاعر الشارع الإسرائيلي الغاضب.
قضية سفر مثيرة للجدل تلاحق سيلمان
ولم تكن هذه الحادثة الأولى التي تضع عيديت سيلمان في مرمى الانتقادات؛ فقد تم في وقت سابق فتح تحقيق رسمي حول رحلتها إلى نيويورك خلال فترة رأس السنة العبرية.
وبحسب التقارير، روج لتلك الرحلة على أنها مشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، لكن التحقيقات كشفت أن الوزيرة لم تحضر أي مناقشات مهنية أو لقاءات رسمية تتعلق بمنصبها، واكتفت بحضور خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأثار ذلك تساؤلات داخل الأوساط السياسية حول استغلال المنصب الرسمي لأغراض شخصية أو دعائية، مما زاد من حدة الجدل حول أدائها ومصداقيتها داخل الحكومة.
تصاعد الغضب الشعبي ومطالبات بالاستقالة
تواجه سيلمان الآن موجة انتقادات حادة من عائلات الرهائن ومنظمات مدنية، تطالبها بتقديم اعتذار رسمي أو الاستقالة الفورية من منصبها.
ويرى مراقبون أن تصرف الوزيرة يعكس حالة الانقسام الحاد داخل المجتمع الإسرائيلي بعد الحرب الأخيرة على غزة، حيث تحوّلت قضية الرهائن من رمز للوحدة إلى محور صراع سياسي بين الحكومة والمعارضة.