كشفت مصادر إعلامية عبرية، فجر الجمعة 10 أكتوبر 2025، عن الخطوات العملية لتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، والتي تهدف إلى إنهاء الحرب فورًا وإطلاق مرحلة جديدة من التهدئة الشاملة.
ووفقًا لما أوردته قناة "كان" العبرية، فإن الخطة تتضمن تعليق جميع عمليات القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي لمدة 72 ساعة، إلى جانب وقف تام للمراقبة الجوية فوق المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، تمهيدًا لتثبيت وقف إطلاق النار الكامل.
انسحاب سريع
تشير بنود الخطة إلى أن الجيش الإسرائيلي سوف يلتزم بالانسحاب من داخل قطاع غزة إلى الخطوط المحددة في الخرائط المشتركة التي جرى التوافق عليها مع الجانب الأمريكي.
وسيتم تنفيذ هذا الانسحاب خلال 24 ساعة فقط من موافقة الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق، في خطوة غير مسبوقة من حيث السرعة والتوقيت.
كما تؤكد الخطة أن الجيش الإسرائيلي لن يسمح له بالعودة إلى المناطق المنسحب منها طالما تلتزم حركة حماس ببنود الاتفاق، ما يعني عمليًا تثبيت خطوط فصل واضحة بين الجانبين تحت إشراف دولي مباشر.
إدخال فوري للمساعدات الإنسانية إلى غزة
وتشمل الخطة الأمريكية بندًا إنسانيًا رئيسيًا يقضي بـ البدء الفوري في إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
ووفقًا للخطة، سوف يكون هذا الإدخال وفق آلية محددة تعتمد على اتفاقية 19 يناير كأساس أدنى، مع ضمان حرية الحركة لقوافل المساعدات وعدم تعرضها لأي استهداف، وينظر إلى هذا البند باعتباره الاختبار الأول لجدية الأطراف في احترام الاتفاق، خصوصًا في ظل الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها القطاع منذ شهور.
تبادل فوري للأسرى والرهائن
وتنص الخطة كذلك على أن يتم، خلال 72 ساعة من اكتمال الانسحاب الإسرائيلي، إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء منهم والأموات من قطاع غزة، وفي المقابل، تفرج إسرائيل عن عدد مماثل من الأسرى الفلسطينيين وفق قوائم محددة تم الاتفاق عليها مسبقًا عبر الوسطاء.
وتشير التقارير إلى أن هذه الخطوة ستكون أهم مرحلة رمزية في تنفيذ الاتفاق، لما تحمله من أبعاد إنسانية وسياسية كبيرة، خصوصًا داخل المجتمع الإسرائيلي الذي شهد احتجاجات واسعة تطالب بإعادة الأسرى.
تشكيل فريق دولي لمتابعة التنفيذ
ومن أبرز بنود الخطة الأمريكية أيضًا تشكيل "فريق عمل دولي" يضم ممثلين من الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا وعدد من الدول الشريكة، تكون مهمته الإشراف على تنفيذ الاتفاق ومراقبة الالتزام ببنوده ميدانيًا.
وسيعمل هذا الفريق بالتعاون مع القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) والجيش الإسرائيلي لتفادي أي خروقات، وضمان استمرار الهدوء حتى تثبيت المرحلة الانتقالية، ويرى مراقبون أن إشراك دول عربية وإسلامية في هذا الفريق يعكس رغبة واشنطن في إضفاء طابع إقليمي توافقي على الاتفاق، وتخفيف حدة التوتر بين الأطراف.
الجيش الإسرائيلي يستعد ميدانيًا للانسحاب
وفي موازاة ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الخميس أنه بدأ تنفيذ إجراءات ميدانية تحضيرية تمهيدًا لتطبيق الاتفاق الأمريكي.
وأوضح البيان العسكري أن القوات بدأت إعادة التموضع إلى خطوط انتشار جديدة أكثر أمانًا، بما يتماشى مع المرحلة الأولى من الخطة.
كما أصدر رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير أوامر مباشرة إلى جميع الوحدات في الجبهة الجنوبية وفي العمق الإسرائيلي، بضرورة رفع مستوى الجاهزية الدفاعية القصوى تحسبًا لأي طارئ، مؤكدًا أن الجيش مستعد "لكل سيناريو محتمل" خلال مرحلة الانتقال.
مؤشرات أولية
تعتبر خطة ترامب، وفق محللين إسرائيليين، أول اتفاق شامل تلتزم به إسرائيل رسميًا لإنهاء الحرب بشكل فوري، وهو ما يعكس تغيرًا في الموقف الأمريكي تجاه استمرار العمليات العسكرية.
ويتوقع أن يشكل نجاح المرحلة الأولى من الخطة اختبارًا محوريًا للعلاقة بين واشنطن وتل أبيب، ولقدرة الأطراف الإقليمية على إدارة مرحلة ما بعد الحرب، خصوصًا في ظل الدعوات المتزايدة لتشكيل حكومة مدنية فلسطينية انتقالية تشرف على إعادة إعمار القطاع.