اتصال إنساني نادر.. حماس تسمح لأسرى إسرائيليين بأمر غير متوقع قبل الإفراج عنهم

تبادل الأسرى
تبادل الأسرى

في خطوة تعد الأولى من نوعها منذ بدء الصراع، سمحت حركة حماس اليوم الاثنين، لعدد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة بالتحدث مباشرة مع عائلاتهم عبر الهاتف، قبل ساعات من إطلاق سراحهم ضمن اتفاق تبادل الأسرى المعلن بين حماس وإسرائيل.

وأكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن الاتصالات جاءت كمبادرة إنسانية نادرة، حيث تلقت عائلات بعض الرهائن مكالمات مباشرة من ذويهم المحتجزين داخل القطاع، ما أثار مشاعر مؤثرة بين الطرفين بعد أكثر من عامين من الانقطاع الكامل.

مشهد إنساني مؤثر قبل التبادل

من أبرز تلك المكالمات، اتصال مؤثر بين عيناف زانغاوكر وولدها الأسير ماتان زانغاوكر، الذي كان على وشك الإفراج عنه، حيث قالت له بصوت مفعم بالأمل: "ماتان، ستعود إلى المنزل، جميعكم عائدون، الحرب انتهت، ستعود إلى المنزل"، وتعد هذه اللحظة من أكثر المشاهد الإنسانية تفاعلاً في الإعلام الإسرائيلي، خاصة وأنها المرة الأولى التي يسمح فيها للأسرى بالتحدث علنًا مع ذويهم قبيل الإفراج.

بدء عملية التبادل

بدأت صباح الاثنين عملية تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، وفق الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ منذ الجمعة الماضية، ويتضمن وقفًا لإطلاق النار مؤقتًا إلى جانب تبادل إنساني للأسرى والمعتقلين.

وسلمت حماس بالفعل سبعة من أصل عشرين أسيرًا إسرائيليًا إلى ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، الذين نقلوهم لاحقًا إلى القوات الإسرائيلية في نقاط محددة قرب محور نتساريم.

SgEBL.jpg


 

SYAg3.jpg


 

وأكدت القناة "12" الإسرائيلية أن من بين المفرج عنهم ماتان زانغاوكر، الذي تصدّر عناوين الصحف بعد مكالمته الأخيرة مع والدته، ليكون أحد أبرز وجوه هذه الصفقة من الجانب الإسرائيلي.

نقل الأسرى إلى مستوطنة “ريعيم”

أوضحت تقارير إسرائيلية أن الأسرى الذين تسلّمهم الصليب الأحمر نُقلوا مؤقتًا إلى مستوطنة "ريعيم" القريبة من قطاع غزة، حيث كان ذووهم في انتظارهم لاستقبالهم وسط تغطية إعلامية مكثفة، قبل أن يتم نقلهم إلى داخل إسرائيل عبر مروحيات عسكرية، لإجراء فحوص طبية دقيقة والتأكد من حالتهم النفسية والجسدية.

إفراج مقابل إفراج

تشمل الصفقة، بحسب القوائم التي نشرتها حركة حماس، إطلاق سراح 250 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالسجن المؤبد في سجون الاحتلال، إلى جانب 1718 معتقلًا فلسطينيًا اعتقلتهم إسرائيل خلال عملياتها في غزة منذ 7 أكتوبر 2023.

ويعد هذا الإفراج الأكبر من نوعه منذ سنوات حيث يشمل معتقلين من مختلف الفصائل الفلسطينية، وبينهم نساء وشباب وأسرى قدامى، في خطوة وُصفت بأنها “إشارة تهدئة” يمكن أن تمهد لمفاوضات سياسية أوسع.

سياق إنساني وسياسي معقد

تأتي هذه التطورات بعد عام كامل من الحرب المدمّرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة بدعم أمريكي، والتي وُصفت بأنها إبادة جماعية بحق المدنيين الفلسطينيين، فمنذ 8 أكتوبر 2023، أودت الغارات والقصف الإسرائيلي بحياة أكثر من 67,800 شهيد وأصابت 170,000 جريحًا، معظمهم من الأطفال والنساء، في حين تسببت المجاعة ونقص الإمدادات الطبية بوفاة 463 فلسطينيًا إضافيًا، بينهم 157 طفلًا.

الاحتلال المستمر

ورغم المطالب الدولية بإنهاء الاحتلال، لا تزال إسرائيل تسيطر على الأراضي الفلسطينية منذ عقود، وترفض الانسحاب من القدس الشرقية والضفة الغربية، أو الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة على حدود ما قبل حرب يونيو 1967.

كما تواصل إسرائيل احتلال مناطق في سوريا ولبنان، ما يجعل ملف الصراع العربي الإسرائيلي من أعقد النزاعات الإقليمية التي لم تجد حتى الآن طريقها إلى الحل.

وكالات