في تحول سياسي غير متوقع، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن واشنطن "تتفهم" إعادة تسلح حركة حماس وسعيها لإعادة فرض النظام في قطاع غزة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة منحت الحركة موافقة مؤقتة للقيام بمهام أمنية محددة داخل القطاع في المرحلة الحالية.
تفويض حماس
وجاءت تصريحات ترامب ردًا على سؤال حول تقارير تفيد بأن حماس تعيد تنظيم صفوفها لتأسيس قوة شرطة محلية وملاحقة عناصر مسلحة خارجة عن القانون، وقال الرئيس الأمريكي: "نحن ندرك ما يقومون به، فهم يحاولون إنهاء الفوضى، وكانوا واضحين معنا بشأن نواياهم، لذلك سمحنا لهم بالتحرك لفترة محدودة لتحقيق الاستقرار".
وأشار ترامب إلى حجم الخسائر البشرية التي شهدتها غزة خلال الحرب قائلاً: "لقد فقدوا 60 ألف شخص، وهذا رقم هائل، وكان كثير من الناجين كانوا أطفالًا عندما بدأت هذه المأساة."
وأضاف أن واشنطن تكلف حماس بمراقبة الوضع الأمني ومنع الجرائم الكبرى في المناطق التي تضررت بشدة من الحرب، في محاولة لتثبيت الأمن قبل بدء مرحلة إعادة الإعمار.
ورغم اللهجة الحذرة، عبر ترامب عن تفاؤل نسبي بمستقبل القطاع، مؤكدًا: "أعتقد أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، وربما تكون هذه المرة مختلفة."
اشتباكات داخلية في غزة
بالتوازي مع تلك التصريحات، أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة أن الأجهزة الأمنية نفذت عملية واسعة داخل مدينة غزة، استهدفت ميليشيا مسلحة متورطة في قتل نازحين أثناء عودتهم من جنوب القطاع، وأكدت الوزارة أن القوات فرضت طوقًا أمنيًا كاملاً على المنطقة وتمكنت من القضاء على عناصر المليشيا والسيطرة على مواقعهم.
وأشارت المصادر الأمنية إلى مقتل عدد من المتهمين بالتخابر مع إسرائيل وارتكاب جرائم ضد المدنيين، إضافة إلى اعتقال نحو 60 عنصرًا تم نقلهم إلى مواقع آمنة لاستكمال التحقيق، كما أعلنت الداخلية فتح باب العفو العام أمام أفراد العصابات الذين لم يشاركوا في جرائم قتل، لتسوية أوضاعهم القانونية والأمنية.
تقدم في صفقة تبادل الأسرى
تزامن ذلك مع تسارع وتيرة صفقة تبادل الأسرى والرهائن بين إسرائيل وحماس، حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن عملية الإفراج عن الرهائن بدأت في ساعات الصباح الأولى من محوري نتساريم وخان يونس، وتشير التقديرات إلى أن حماس ستسلم 48 رهينة، بينهم 20 على قيد الحياة، مقابل إفراج إسرائيل عن 250 معتقلًا فلسطينيًا، معظمهم محكومون بالمؤبد.
وفي الوقت ذاته، أكدت القناة 12 الإسرائيلية أن الحكومة في تل أبيب أجرت تعديلات على قوائم الأسرى ضمن خطة ترامب للسلام، مشيرة إلى أنه تم إدراج اسم الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى "كمال عدوان"، في قائمة الاحتياط، وكان الجيش الإسرائيلي قد اعتقله في ديسمبر الماضي بتهم تتعلق بعلاقته بحماس.
قمة سلام مرتقبة في شرم الشيخ
ومن المقرر أن تعقد اليوم قمة سلام موسعة في شرم الشيخ تجمع الرئيسين عبد الفتاح السيسي ودونالد ترامب، بحضور قادة أكثر من 20 دولة إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وأكد مصدر دبلوماسي لوكالة "فرانس برس" أن القمة سوف تشهد توقيع وثيقة ضمان لإنهاء الحرب في غزة من قبل الولايات المتحدة ومصر وقطر وربما تركيا، بصفتها دولًا ضامنة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
