توتر دبلوماسي.. حماس تستعد لتسليم 4 جثامين جديدة لإسرائيليين اليوم

الصليب الأحمر
الصليب الأحمر

أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" صباح الأربعاء 15 أكتوبر 2025، نقلاً عن مصادر دبلوماسية مطلعة، أن حركة حماس أبلغت الوسطاء نيتها تسليم جثامين أربعة رهائن إسرائيليين إضافيين خلال الساعات القادمة، ما يرفع العدد الإجمالي للجثامين التي تم تسليمها إلى إسرائيل حتى الآن إلى اثني عشر.

ويأتي هذا التطور في إطار تنفيذ البنود الإنسانية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص على تسليم 28 جثمانًا في المجموع، حيث كانت الحركة قد سلّمت أربع جثامين يوم الثلاثاء، لتبقى عشرون جثمانًا ما زالت بحوزتها داخل قطاع غزة.

صعوبات ميدانية وتضارب في الروايات

أوضحت حماس، عبر رسائل نقلها الوسطاء، أن فرقها تواجه صعوبات كبيرة في تحديد أماكن الجثامين المتبقية بسبب الدمار الواسع الذي خلفته الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ عامين في قطاع غزة، مشيرة إلى أن كثيرًا من الرفات ما زال مدفونًا تحت الأنقاض.

في المقابل، تنفي إسرائيل هذه المبررات وتعتبرها وفق تقارير إعلامية عبرية، أسلوبًا للمماطلة السياسية، متهمة الحركة بمحاولة كسب الوقت وابتزاز الحكومة الإسرائيلية في ملف المساعدات الإنسانية وإعادة فتح معبر رفح.

إسرائيل تربط المعبر بتسليم الجثامين

تشير مصادر إسرائيلية إلى أن تل أبيب تسعى لربط مسار تسليم الجثامين بقرار إعادة فتح معبر رفح وتوسيع نطاق دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وهو ما تعتبره الأطراف الدولية ضغطًا مزدوجًا يخلط بين الملفين الإنساني والسياسي.

وكانت إسرائيل قد وافقت مؤخرًا على إدخال مساعدات محدودة بعد تسلّمها الدفعة السابقة من الجثامين، لكنها تهدد بتجميد الخطوة مؤقتًا في حال لم تُستكمل عملية التسليم بالكامل خلال الأيام القليلة المقبلة.

نقل الجثامين عبر الصليب الأحمر

وأكدت الصحيفة أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تسلمت مساء الثلاثاء أربعة توابيت تحتوي على رفات يعتقد أنها تعود لرهائن إسرائيليين، وتم نقلها إلى الجانب الإسرائيلي دون الإعلان رسميًا عن هويات أصحابها.

ووفق ما نقلته "تايمز أوف إسرائيل"، فقد وصلت التوابيت بالفعل إلى المعهد الوطني للطب الشرعي في تل أبيب، حيث تجرى الآن عملية مطابقة الحمض النووي للتأكد من الهوية، وهي عملية قد تمتد ليومين كاملين قبل تسليم الجثامين لعائلاتهم.

إطلاق آخر الرهائن الأحياء قبل يومين

جدير بالذكر أن حركة حماس كانت قد سلمت يوم الاثنين الماضي آخر 20 رهينة أحياء إلى الصليب الأحمر، الذين أعيدوا إلى إسرائيل بعد 738 يومًا من الأسر، وهو ما اعتبرته بعض الدوائر الإسرائيلية خطوة إيجابية لكنها غير كافية لإغلاق الملف بالكامل، في ظل استمرار الجدل حول مصير العشرات من المفقودين.

ملف معقد وضغوط دولية متواصلة

التحركات الأخيرة، رغم طابعها الإنساني، تظهر مدى تعقيد المشهد الميداني والسياسي بين الجانبين، حيث يتداخل ملف الرهائن مع قضايا المساعدات، وإعادة الإعمار، والسيطرة على المعابر.

ويؤكد مراقبون أن استمرار الوساطة الدولية بقيادة مصر وقطر وبإشراف أمريكي قد يفتح نافذة أمل ضيقة نحو تسوية جزئية، لكن تنفيذ الاتفاقات على الأرض ما زال مرهونًا بالتطورات الأمنية داخل القطاع، ومدى التزام الطرفين ببنود التفاهمات التي وقعت مؤخرًا.

وكالات