إسرائيل تعلن إغلاق معبر رفح اليوم لهذه الأسباب.. متى يتم فتحه؟

معبر رفح
معبر رفح

كشفت مصادر أمنية إسرائيلية عن استمرار إغلاق معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة رغم التوقعات السابقة بإعادة فتحه اليوم الأربعاء، ضمن التفاهمات الأخيرة بين حركة حماس وإسرائيل برعاية أمريكية.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مصدر أمني لم تفصح عن هويته قوله: "لن يتم فتح معبر رفح اليوم، والموعد الجديد لفتحه غير معروف بعد"، وأضاف أن القرار جاء لأسباب وصفها بـ"اللوجستية"، موضحًا أن الأمر يتطلب إرسال فرق فنية للتحقق من الأوضاع الميدانية، وهو ما قد يستغرق وقتًا طويلًا.

وبحسب المصدر ذاته، فإن الاحتمال قائم بأن يبقى المعبر مغلقًا حتى يوم غد الخميس على الأقل، في انتظار ما سوف تسفر عنه المشاورات الأمنية والفنية الجارية حول آليات تشغيله.

خطة ترامب

ويأتي هذا التطور بعد أيام من بدء تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين حركة حماس وإسرائيل، في إطار خطة اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار وتبادلًا للأسرى بين الجانبين.

ووفقًا للبنود الأولية للخطة، كان من المفترض أن يعاد فتح معبر رفح الأربعاء الماضي فور اكتمال عملية تسليم رفات الرهائن الإسرائيليين الذين لقوا حتفهم داخل غزة، إلا أن التعقيدات الميدانية واللوجستية إلى جانب الخلافات حول هوية بعض الجثامين أدت إلى تعطيل التنفيذ الكامل للاتفاق.

تضارب إسرائيلي حول الموقف

وفي تطور متناقض، ذكرت القناة "13 العبرية" مساء الثلاثاء أن الحكومة الإسرائيلية قررت الإبقاء على معبر رفح مغلقًا وتقليص دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، متذرعة بعدم تسليم حماس بقية رفات الأسرى الإسرائيليين.

لكن صباح الأربعاء، أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (كان) بأن الحكومة عدلت عن قرارها وقررت إعادة فتح المعبر واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية، وذلك عقب تسليم حماس جثامين أربعة من المخطوفين الإسرائيليين الإضافيين مساء الثلاثاء، مع ترجيحات بتسليم أربعة آخرين خلال الساعات المقبلة.

هذا التناقض الإعلامي يعكس ارتباكًا داخل دوائر صنع القرار في تل أبيب بشأن كيفية التعامل مع ملف الرفات، الذي بات يضغط بشدة على حكومة نتنياهو أمام الرأي العام الإسرائيلي وعائلات المفقودين.

عقبات ميدانية تؤخر استعادة الجثامين

وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن استعادة رفات الرهائن تواجه صعوبات ميدانية كبيرة بسبب غياب المعدات الفنية اللازمة وأجهزة الحفر المتطورة داخل قطاع غزة، مما يجعل استخراج الجثث من المناطق المدمرة مهمة معقدة للغاية.

وأكدت مصادر قريبة من ملف التفاوض أن حماس أبلغت الوسطاء بأنها تحتاج إلى مزيد من الوقت للعثور على بقية الجثامين، مشيرة إلى أن العدد المتبقي يصل إلى 20 جثة يُعتقد أن بعضها مدفون تحت الأنقاض في مناطق يصعب الوصول إليها بسبب القصف المستمر.

خلفية الاتفاق

وكانت حركة حماس قد أطلقت يوم الاثنين الماضي سراح 20 أسيرًا إسرائيليًا أحياء، بالتزامن مع تسليم رفات 4 رهائن، لتعود في اليوم التالي وتسلم 4 جثامين أخرى في إطار المرحلة الثانية من الصفقة.

لكنّ تباطؤها في تسليم بقية الرفات أثار غضبًا في الأوساط السياسية الإسرائيلية، ودفع الحكومة إلى التهديد بتعليق إدخال المساعدات مؤقتًا والضغط من جديد عبر الوسطاء الإقليميين.

ملف رفح

يرى مراقبون أن قرار إبقاء معبر رفح مغلقًا لا يرتبط فقط بالأسباب اللوجستية التي تتحدث عنها إسرائيل، بل يعكس أيضًا ضغوطًا سياسية وعسكرية داخل الحكومة، التي تسعى إلى استخدام المعبر كورقة ضغط في مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى.

كما يشير خبراء إسرائيليون إلى أن تل أبيب تحاول الموازنة بين استمرار إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة تلبية للضغوط الدولية وبين الحفاظ على أوراق تفاوض قوية في مواجهة حماس.

وكالات