بشارة بحبح يكشف كواليس رسالة حماس إلى ترامب بشأن جثث الإسرائيليين في غزة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

كشف رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي بشارة بحبح، الذي يلعب دور الوسيط غير الرسمي بين حركة حماس والإدارة الأمريكية، عن تفاصيل رسالة خاصة نقلها إلى واشنطن نيابة عن الحركة، تتعلق بجثث الرهائن الإسرائيليين المفقودين في غزة.

وقال بحبح، إن حماس أكدت استعدادها الكامل لتسليم جميع الجثامين فور العثور عليها، موضحًا أن القصف الإسرائيلي الكثيف دمّر مواقع عديدة في القطاع مما جعل عملية تحديد أماكن الجثث شديدة الصعوبة.

وأشار إلى أن الحركة تنتظر وصول فرق فنية تركية مجهزة بآلات متطورة للمساعدة في تحديد مواقع الجثث وانتشالها من تحت الأنقاض.

القصف الإسرائيلي

وأوضح بحبح أن الأزمة تفاقمت لأن من كان يحتفظ ببعض الجثث من عناصر حماس قُتلوا خلال الحرب، ومع تغيير إسرائيل لمعالم الأرض ودفن العديد من المواقع تحت الركام، بات من شبه المستحيل تحديد أماكن الجثامين بدقة.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي دمر مناطق كاملة في غزّة ما أدى إلى طمس كل أثر يمكن أن يقود إلى الجثث، لافتًا إلى أن حماس لا تملك أي رغبة في الاحتفاظ بها، بل تنتظر المعدات التركية لتنفيذ عملية بحث دقيقة باستخدام تقنيات حديثة لتحديد مواقع الرفات وتسليمها لإسرائيل عبر الوسطاء.

رسالة إلى واشنطن

وأشار الوسيط الفلسطيني الأمريكي إلى أن حماس طلبت منه توضيح الموقف الأمريكي من الأزمة، والتأكيد على أن الحركة ليست المسؤولة وحدها عن تأخر تسليم الجثث، لأن الظروف الميدانية والتدمير الهائل جعلت العملية تتجاوز قدراتها.

وأوضح أن الحركة أبلغت التزامها الكامل بالاتفاق الإنساني المبرم، لكنها بحاجة إلى دعم لوجستي وتقني خارجي للمضي قدمًا في هذا الملف، وهو ما تم نقله رسميًا إلى البيت الأبيض من خلال قنوات غير مباشرة.

ترامب والمرحلة المقبلة في غزة

وفي سياق آخر، تطرق بحبح إلى الموقف الأمريكي من ملف إعادة إعمار غزة، مؤكدًا أن المفاوضات لم تبدأ بعد بشأن المرحلة التالية من الاتفاق، رغم الحاجة الملحة إلى الإسراع في إدخال المعدات قبل حلول فصل الشتاء.

وأوضح أن الرئيس دونالد ترامب ينظر إلى الإعمار كفرصة اقتصادية للولايات المتحدة، لكنه لم يحدد بعد وتيرة التحرك الميداني، مشيرًا إلى أن نجاح هذا الملف مرتبط بمدى استقرار الأوضاع الأمنية في القطاع.

دور الوساطة ودبلوماسية التهدئة

تحدث بحبح عن طبيعة دوره كوسيط، مبينًا أنه كان يتولّى نقل الرسائل بين حماس والإدارة الأمريكية، وأحيانًا كان يُخفف لهجة الخطابات الحادة لتجنب تفجير الموقف أو تعطيل المفاوضات.

وقال إنه ساهم في تسهيل التواصل بين الطرفين خلال فترات التوتر، حتى أن مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف طلب منه كتابة التفاهمات الأولية التي بُني عليها لاحقًا مقترح ويتكوف بشأن غزة.

وأضاف: "هدفي الآن هو إنشاء مكتب في واشنطن للعرب الأمريكيين من أجل السلام، ليكون صوتًا داعمًا لعملية السلام في الشرق الأوسط واستمرار التهدئة".

حديث ترامب عن إيران

وحول تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب في الكنيست بشأن رغبته في تحقيق سلام مع إيران، قال بحبح إنه لا يملك تفاصيل دقيقة عن ذلك التوجه في الوقت الراهن، لكنه استبعد أن يكون الفخ السياسي الذي استخدم سابقًا ضد طهران قابلًا للتكرار بنفس الطريقة.

وأوضح أن ترامب يعتبر أن أهداف الهجوم السابق على إيران قد تحققت، وبالتالي لا يرى حاجة لتكرار التصعيد العسكري، مرجحًا أن يكون حديثه في الكنيست رسالة تهدئة أكثر منها نية للحرب.

إرم نيوز