يعتقد جهاز الأمن الإسرائيلي أن الخطوات التي تدفع بها الإدارة الأميركية لتسريع تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة قد تتعارض مع المصالح الأمنية الإسرائيلية.
وفي هذا الإطار، أشارت القناة 12 العبرية إلى أن المخاوف تتعلق بإمكانية فقدان إسرائيل السيطرة على قرارات حيوية مثل خطوط تموضع الجيش داخل القطاع، وتعليمات إطلاق النار، وآلية إدخال المساعدات الإنسانية.
مخاوف من تقييد حرية الجيش الإسرائيلي
وأوضحت "القناة العبرية"، إن القلق الرئيسي يتمحور حول احتمال أن تقيد الولايات المتحدة إسرائيل في القضايا العسكرية الميدانية، وهو ما قد يحد من قدرة الجيش على إطلاق النار أو من سلطة القيادة السياسية في فرض العقوبات على حركة "حماس".
مركز التنسيق العسكري الأميركي يدخل الخدمة
والجدير بالإشارة أن هذه المخاوف جاءت بعد بدء عمل مركز التنسيق العسكري – الأمني، الذي أسسته الولايات المتحدة في مدينة "كريات غات" بجنوب إسرائيل، بهدف الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ومتابعة عمل القوات الدولية والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقد افتتح نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، إلى جانب المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنير، المركز الذي يضم نحو 200 ضابط أميركي.
فانس: نعمل من أجل سلام طويل الأمد
وفي السياق ذاته، وصف "فانس"، خلال مؤتمر صحفي، الوضع في غزة بأنه "واقع صعب"، مشيراً إلى وجود شعبين، وحركة حماس، والجيش الإسرائيلي، ومدنيين أبرياء عالقين في المنتصف.
وأكد "فانس"، أن الطواقم الأميركية والإسرائيلية تعمل معاً من أجل إعادة إعمار غزة وبناء سلام مستدام.
وبحسب ما ذكرته صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن "فانس" قد رفض الكشف عن الموعد النهائي لنزع سلاح حماس، داعياً إسرائيل والسعودية والإمارات إلى التحلي بالصبر في هذا الشأن، وفق ما نقلته صحيفة هآرتس.
إعادة الإعمار في مناطق تحت السيطرة الإسرائيلية
وفي سياق متصل، ذكرت الصحيفة العبرية، أن واشنطن تدرس البدء بإعادة إعمار مناطق في القطاع ما تزال تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، حيث صرح كوشنير خلال الافتتاح بأن بعض المشاريع ستنفذ في هذه المناطق، مشدداً على ضرورة ضمان أن يعيش سكان غزة في بيئة "مزدهرة وآمنة".
خطة قد ترسخ الوجود الإسرائيلي في غزة
وأشارت "الصحيفة"، إلى أن مسؤولين في إدارة ترامب ناقشوا فكرة "حياة مدنية لطيفة" في مناطق مثل رفح، لعدم وجود قوات لحماس هناك رغم خضوعها لسيطرة الجيش الإسرائيلي.
كما حذرت "الصحيفة"، من أن تنفيذ عملية الإعمار في هذه المناطق قد يؤدي إلى ترسيخ الوجود الميداني الإسرائيلي ومنع أي انسحاب مستقبلي من أكثر من نصف أراضي القطاع لسنوات طويلة.