بعد انتهاء مهلة حماس.. تفجيرات إسرائيلية شرق غزة و"الخط الأصفر" يتحول إلى ساحة مواجهة

الحرب في غزة
الحرب في غزة

دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة مرحلة جديدة من التوتر، بعدما انتهت المهلة التي منحتها إسرائيل لحركة حماس لإخراج مسلحيها من المناطق الشرقية المحاذية لـ"الخط الأصفر" الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، ورد الجيش الإسرائيلي على ذلك بحملة قصف ونسف عنيفة استهدفت أطراف مدينة خان يونس وجنوب شرق مدينة غزة، في مشهد يوحي بأن الاتفاق يسير نحو الانهيار.

تغيير ميداني تدريجي

ويرى محللون أن ما يجري يعكس عملية "تغيير ميداني تدريجي" تهدف إسرائيل من خلالها إلى فرض واقع جديد على الأرض، لتبرير استمرار عملياتها العسكرية رغم سريان الهدنة، فبحسب الخبراء، تسعى تل أبيب لتوسيع هامش تحركها العسكري في غزة بحجة مطاردة خلايا مسلحة داخل مناطق الخط الأصفر، بينما تتجنب في الوقت ذاته إعلانًا رسميًا بانتهاء الهدنة.

وقالت القناة الإسرائيلية الثانية عشرة إن مسؤولين عسكريين أكدوا وجود عناصر من حماس ما زالوا في أنفاق تقع داخل نطاق سيطرة إسرائيل شرق الخط الأصفر، الأمر الذي دفع الجيش لشن هجمات جوية وبرية فجر الجمعة، استُخدمت فيها الطائرات الحربية والمسيرات والدبابات، إلى جانب تفجيرات ضخمة استهدفت أنفاقًا يُعتقد أنها تابعة للحركة.

انقلاب تدريجي

الخبير السياسي إياد جودة أوضح أن "إسرائيل تحاول الانقلاب التدريجي على الاتفاق مستندة إلى دعم أمريكي"، مشيرًا إلى أن حجم التصعيد الأخير يثبت أن الحرب لم تتوقف فعليًا، وأن تل أبيب تستخدم ذرائع مثل "العمليات الوقائية" أو "تأخير تسليم الجثث" لمواصلة الضغط العسكري.

من جانبه، يرى المحلل رائد موسى أن كلا الطرفين – حماس وإسرائيل – يحاولان "كسب الوقت" لأهداف مختلفة، فنتنياهو يريد استغلال كل فرصة لفرض وقائع جديدة على الأرض قبل الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، بينما تسعى حماس لترميم قدراتها العسكرية وتجنب مرحلة نزع السلاح.

وبحسب موسى، فإن المهلة التي منحت لحماس كانت قصيرة وغير واقعية، خاصة في ظل الدمار الواسع في القطاع، ما جعل من السهل على الطرفين التذرع بعدم تنفيذ البنود والتهرب من استحقاقات المرحلة التالية.

وكالة معا الاخبارية