سيناتور أمريكي يحذر من مخطط أخطر على إسرائيل من قنبلة نووية إيرانية

سيناتور أمريكي
سيناتور أمريكي

أطلق السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام، أحد أبرز وجوه الحزب الجمهوري والمقربين من دوائر صنع القرار في واشنطن، تحذيرًا غير مسبوق من تداعيات أي تحرك إسرائيلي نحو ضم الضفة الغربية، واصفًا هذا القرار بأنه سيكون بمثابة كارثة وجودية لإسرائيل.

وفي تصريحات نارية أدلى بها لصحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، قال غراهام: "ضم الضفة الغربية يعادل تمامًا إلقاء قنبلة نووية إيرانية على إسرائيل".

وأضاف السيناتور المخضرم أن أي خطوة من هذا النوع ستؤدي إلى عزلة إسرائيل دوليًا وستخسر على إثرها دعم الولايات المتحدة، محذرًا قادة اليمين المتطرف من السير في طريق وصفه بـ"المدمر لمستقبل الدولة اليهودية".

ضم الضفة يعني نهاية الدعم الأمريكي

وفي سياق حديثه، شدد غراهام على أن إسرائيل إذا استمرت في التوجه نحو ضم الأراضي الفلسطينية فإنها تهمش نفسها سياسيًا وتفقد شرعيتها أمام العالم، وأوضح قائلًا: "إذا أردتم تهميش الدولة اليهودية، فاستمروا في هذا الاتجاه، فبهذا القرار، ستخسرون الحلفاء، وستضعون إسرائيل في عزلة لم تعرفها من قبل."

وأشار السيناتور الأمريكي إلى أن ضم الضفة لن يخدم مستقبل إسرائيل ولا مصالحها الأمنية، بل سيضعها في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي، معتبرًا أن هذا المسار يضر بإسرائيل أكثر من أي تهديد خارجي.

وجاءت تصريحات غراهام عقب مشاركته في قمة الائتلاف اليهودي الجمهوري التي عُقدت في ولاية لاس فيغاس الأمريكية، حيث تناول في مداخلته أبرز التحديات التي تواجه إسرائيل والمنطقة، خاصة في ظل الحرب المستمرة في قطاع غزة والتوتر المتصاعد في الضفة الغربية.

وأكد السيناتور أن ما يعرف بـ"حل الدولة الواحدة" يحمل في طياته تهديدًا وجوديًا، موضحًا أن هذا الحل سيجعل إسرائيل إما تفقد طابعها اليهودي، أو تبقي ملايين الفلسطينيين بلا حقوق، وهو وضع لن يقبله العالم بأي حال.

كن صادقًا مع إسرائيل

وفي نبرة واضحة تحمل رسالة مباشرة لصناع القرار في تل أبيب، قال غراهام: "لكي تكون مؤيدًا لإسرائيل، يجب أن تكون صادقًا معها"، وأضاف أن استمرار الاحتلال والتوسع الاستيطاني لا يمكن اعتباره دعمًا حقيقيًا لإسرائيل، بل هو مسار يؤدي إلى نزع شرعيتها وتقويض أمنها على المدى الطويل.

دعوة إلى إنهاء حكم حماس

وفي حديثه عن الأوضاع في قطاع غزة، أكد غراهام أن وجود حركة حماس كسلطة حاكمة ومسلحة يجب أن ينتهي تمامًا، معتبرًا أن أي تسوية مستقبلية يجب أن تقوم على نزع سلاح الفصائل المسلحة وإعادة بناء القطاع برؤية جديدة.

واقترح أن يتم تسليم إدارة غزة إلى مجموعة من الدول العربية القادرة على إعادة الإعمار ووقف مظاهر العنف والتطرف، موضحًا أن هذه الدول يمكنها أيضًا إصلاح النظام التعليمي في القطاع بحيث لا يُكرّس الكراهية أو يمجّد العنف.

وأشار إلى أن نقل الصلاحيات إلى الفلسطينيين لاحقًا يجب أن يكون مرتبطًا بالأداء والالتزام بالاستقرار، قائلاً: "إذا لم يلتزموا بوعودهم، فلن يحصلوا على السلطة"، وفي المقابل، تحصل إسرائيل على حدود آمنة جديدة وحق في اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لضمان استقرارها.

صوت واشنطن المقرب من تل أبيب

يعد السيناتور ليندسي غراهام أحد أبرز السياسيين الجمهوريين وأكثرهم دعمًا لإسرائيل ويتمتع بعلاقات قوية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومع المسؤولين في تل أبيب كما أنه من أقرب المقربين للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، حرص غراهام على تأكيد دعمه الكامل لإسرائيل في كل مناسبة سياسية وإعلامية، غير أنه هذه المرة اختار أن يوجه تحذيرًا حادًا لحلفائه، إدراكًا منه أن سياسات الضم والتوسع الاستيطاني قد تقود المنطقة نحو انفجار سياسي غير مسبوق.

إرم نيوز