كشفت تقارير عبرية جديدة أن إسرائيل دخلت فعليًا في المرحلة الحاسمة من التحضيرات العسكرية لمواجهة محتملة مع حزب الله اللبناني، في وقت تتزايد فيه التوترات الميدانية والسياسية على جانبي الحدود.
تل أبيب تحدد ساعة الانطلاق العسكرية
ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية في تقرير موسع أن القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل بدأت بالفعل تحديد ما وصفته بـ"ساعة الصفر"، تمهيدًا لعملية عسكرية واسعة ضد حزب الله في لبنان.
وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع قيادة الجبهة الشمالية، أعد سلسلة من الخيارات الهجومية تهدف إلى الرد على ما تعتبره تل أبيب "خروقات متكررة من جانب الحزب لاتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرة إلى أن هذه الخيارات "قاسية وتستهدف بنية الحزب العسكرية بشكل مباشر".
خيارات متعددة تنتظر موافقة الحكومة
وأفادت الصحيفة بأن الجهات العسكرية الإسرائيلية تستعد لعرض خططها على مجلس الوزراء الأمني للمصادقة النهائية، مضيفة أن توقيت تنفيذ أي عملية سيعتمد على عدة عوامل إقليمية أبرزها نتائج الحوار السياسي مع واشنطن وبيروت إلى جانب التطورات الميدانية داخل سوريا ولبنان.
كما أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي لن يتراجع عن عملياته المحدودة الجارية في الجنوب اللبناني حتى وإن لم يتخذ قرار رسمي بالتصعيد الشامل.
تصاعد الثقة داخل حزب الله
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أنه منذ وقف إطلاق النار الأخير مع حركة حماس قبل ثلاثة أسابيع ازدادت ثقة حزب الله بنفسه بشكل ملحوظ، إذ رصدت تحركات مكثفة لقياداته وعناصره في المناطق الحدودية جنوب الليطاني.
ويؤكد التقرير أن الحزب يعمل على إعادة تأهيل بنيته العسكرية وبناء منصات جديدة لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، رغم الضربات الجوية الإسرائيلية شبه اليومية.
وتضيف يديعوت أحرونوت أن إسرائيل ترى في هذه التحركات محاولة لإعادة إنتاج القوة الميدانية بعد الخسائر التي تعرض لها الحزب في السنوات الأخيرة، مما يعزز احتمال اندلاع مواجهة جديدة في أي لحظة.
ضربات إسرائيلية متكررة
ووفق التقرير ذاته، فإن طرق الإمداد بين سوريا ولبنان التي يعتمد عليها الحزب تعرّضت لأضرار كبيرة نتيجة الغارات الإسرائيلية المتكررة، خصوصًا بعد التغييرات السياسية في دمشق وصعود شخصية جديدة معادية لإيران هي أحمد الشرع.
لكن رغم ذلك، تؤكد الصحيفة أن التمويل الإيراني للحزب لم يتوقف، بل يستمر بوتيرة منخفضة ولكن ثابتة مما يضمن استمرار نشاطه العسكري داخل لبنان.
الجيش اللبناني بين الحياد والتعاون
وترى مصادر أمنية في تل أبيب أن الجيش اللبناني يواجه صعوبات في تنفيذ وعوده بنزع سلاح حزب الله، رغم إعلان الحكومة في بيروت قبل أشهر عن خطة لذلك، وأضافت المصادر أن عملية "درع الجنوب" التي أطلقها الجيش اللبناني لم تحقق نتائج ملموسة مشيرة إلى وجود تنسيق غير مباشر بين بعض ضباط الجيش والحزب، في ظل رغبة الأخير في تجنب مواجهة مفتوحة مع إسرائيل في الوقت الراهن بسبب خلافات داخلية تضغط على قيادته.
تل أبيب تهدد بالتحرك
وفي ختام التقرير، نقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: "إذا لم تتغير المعادلة قريبًا، فلن نقف مكتوفي الأيدي أمام استمرار خروقات حزب الله".
وأكدت المصادر أن آلية تطبيق اتفاق وقف النار التي يشرف عليها ضباط أمريكيون لا تزال تعمل بفاعلية، لكنها لم تنجح في كبح تصاعد نشاط الحزب أو منعه من إعادة بناء قدراته القتالية، مما يجعل الخيارات العسكرية مطروحة بقوة على طاولة القرار في تل أبيب.
