بشارة بحبح يفجر مفاجأة بشأن نزع سلاح حماس وخطة غزة (تفاصيل)

بشارة بحبح وترامب
بشارة بحبح وترامب

أكد رئيس لجنة "العرب الأميركيين من أجل السلام" والوسيط في ملف غزة، بشارة بحبح، في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط"، إن حركة "حماس" التي أجرى معها محادثات أدت قبل أشهر إلى إطلاق سراح أسير أميركي - إسرائيلي، أبدت له انفتاحاً وإمكانية للقبول بنزع سلاحها الثقيل.

انفتاح حماس على نزع السلاح

وكشف "بحبح"، عن اتجاه يبحث حالياً يقوم على تشكيل لجنة تنفيذية وسيطة بين "مجلس السلام" الذي يرأسه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولجنة "إدارة غزة" ذات القيادة الفلسطينية.

وشدد "بحبح"، وهو أميركي من أصل فلسطيني، على أن مسؤولين في الإدارة الأميركية أبلغوه بانفتاح واشنطن على صيغة تقوم بتسليم "حماس" لسلاحها الثقيل فقط، مرجحاً أن يجري "مجلس الأمن" خلال الأسبوع المقبل أو الذي يليه مناقشة مشروع قرار يتعلق بقوات الاستقرار في غزة، وسط أربعة خلافات مركزية لم تحسم حتى اللحظة.

وفي السياق ذاته، لفت "بحبح"، إلى أنه لا يزال قريباً من كواليس البيت الأبيض وقادة "حماس"، مؤكداً أن واشنطن لن تسمح بفشل اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه بخطة أميركية الشهر الماضي، مضيفاً أن "خيار التهجير بات خارج الطاولة تماماً"، وأن إسرائيل تعمد إلى تأخير تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

مرحلة ثانية متعثرة

والجدير بالإشارة أن خلال المرحلة الأولى من الاتفاق سلمت "حماس" 20 رهينة لإسرائيل، مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين وانسحابات من القطاع، واستعادة رفات 17 رهينة بينهم 15 إسرائيلياً، إضافة إلى تايلاندي ونيبالي.

ولا تزال 11 جثة مفقودة، وتقول "حماس" إن أسباباً لوجيستية تعوق الوصول إليها، مطالبة بتدخل فريق مصري، وسط رفض إسرائيلي للمرحلة الثانية التي تشمل ترتيبات أمنية وإدارية متعلقة بالإعمار وفتح المعابر.

اتهامات مباشرة لإسرائيل

وفي سياق متصل، قال "بحبح"، إن إسرائيل "تتعمد تأخير تنفيذ المرحلة الثانية"، متذرعة بأزمة الجثث لعرقلة إدخال المساعدات والخيام والمعدات الطبية قبل الشتاء، ورفضها فتح معبر رفح. وأكد أن واشنطن لن تسمح بفشل الاتفاق مهما كانت محاولات إسرائيل.

وأوضح "بحبح"، أنه كان على علم مسبق بصعوبة تسليم جميع الرفات فوراً، مشيراً إلى عراقيل إسرائيلية أمام حلول مثل رفض دخول فريق تركي، ووجود جثث تحت مبانٍ مهدمة أو مناطق مفخخة، إضافة إلى مقتل حراس تلك الرفات.

وعلى الرغم من تأكيد "بحبح"، أن "حماس" ترغب في تسليم الجثامين وعدم عرقلة الاتفاق، عبّر عن استغرابه من عدم تلقيه رداً بشأن طلب تسليم جثتين لمواطنين يحملان الجنسية الأميركية والإسرائيلية، منتقداً أيضاً مماطلة إسرائيل في إطلاق طفل فلسطيني يحمل الجنسية الأميركية كان يفترض أن يفرج عنه مع بدء الهدنة.

شروط نزع السلاح

وفيما يتعلق بنزع السلاح، كشف "بحبح"، عن تفاصيل جديدة، قائلاً: "بحثت الأمر مع مسؤولين أميركيين، وقالوا إنه يمكن تعريف نزع السلاح بتسليم الأسلحة الثقيلة فقط، مع احتفاظ (حماس) بأسلحة فردية للدفاع عن نفسها".

وشدد "بحبح"، على أن الحركة أكدت التزامها بعدم تطوير أو تهريب السلاح، بينما تصر إسرائيل على تدمير الأنفاق التي تمتد 350 كيلومتراً تحت غزة، وهو ما قد يستغرق سنوات ويؤخر الإعمار.

وتوقع أن يتم تسليم السلاح الثقيل لجهة مصرية أو مشتركة، مشيراً إلى أن ربط «حماس» التخلي عن السلاح بإقامة دولة فلسطينية قد يطيل مسار التسوية، إذ تحتاج اعترافاً أميركياً وإسرائيلياً رغم اعتراف 159 دولة بها.

وأضاف أن "سلاح حماس لا يشكل 1% من قدرات إسرائيل العسكرية، ولا يمكنه إنهاء إسرائيل"، مؤكداً أن الأولوية اليوم يجب أن تكون للمساعدات والإعمار.

قوات دولية وملف غزة الإداري

أما عن قوات "الاستقرار في غزة"، أوضح "بحبح"، وجود خلافات حول مشروع قرار يناقش إرسال قوات دولية، بينها قوات من إندونيسيا وباكستان وأذربيجان وربما مصر والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى 10 آلاف عنصر فلسطيني دربتهم مصر والأردن، وتشمل الخلافات طبيعة القوات، وخطة ترمب، ورفض إسرائيل لقوات تركية، ومطالبة بعض الأطراف بأن تشمل مهام القوة نزع سلاح "حماس".

كما توقع "بحبح"، طرح مشروع القرار قريباً وإرسال القوات فوراً بعد الموافقة.

هياكل جديدة لإدارة غزة

أما على المستوى الإداري، فتعمل فكرة تشكيل "لجنة إدارة غزةط من شخصيات فلسطينية مستقلة بدعوة من منظمة التحرير، مع وجود طرح أميركي لمنح واشنطن دوراً في اختيار الأسماء، وهو ما قد يواجه صعوبة في قبوله فلسطينياً، بحسب بحبح.

وأشار "بحبح"، إلى أن هناك توجهاً لتشكيل لجنة تنفيذية منبثقة عن "مجلس السلام" لإدارة الإعمار، ربما برئاسة توني بلير إذا تمكن ترمب من تمرير المقترح.

وأوضح "بحبح"، إن تهجير الفلسطينيين لم يعد مطروحاً، مؤكداً فشل إسرائيل في إقناع دول بتنفيذه، مضيفاً: "لو أرادوا أن تصبح غزة ريفيرا، فلتكن ريفيرا فلسطينية، ما المانع؟".

الشرق الأوسط