كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ عملية خطيرة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، تمثلت في ضخ كميات من الخرسانة وإدخال مواد متفجرة داخل أحد الأنفاق التي يعتقد أن عشرات المقاومين الفلسطينيين يتحصنون فيها.
تأتي هذه الخطوة في سياق تصعيد ميداني جديد من قبل الاحتلال يظهر إصراره على القضاء على البنية التحتية للمقاومة رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ مؤخرًا، مما أثار موجة من التساؤلات حول نية إسرائيل في الالتزام بالهدنة.
تضارب الروايات الإسرائيلية
وفي الوقت ذاته، تتضارب الأنباء داخل إسرائيل حول سماح الجيش الإسرائيلي لنحو 200 من عناصر حركة حماس بمغادرة مناطق تخضع حاليًا لسيطرته داخل قطاع غزة.
فقد نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر سياسي إسرائيلي – لم تفصح عن هويته – قوله إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض تمامًا منح مرور آمن لهؤلاء العناصر باتجاه المناطق الفلسطينية الخاضعة للسلطة المحلية.
وبحسب التقرير، فإن هؤلاء المقاتلين محاصرون في مناطق يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بينما يحاول وسطاء دوليون إقناع إسرائيل بالسماح لهم بالانتقال الآمن دون الكشف عن هوية تلك الجهات الوسيطة أو تفاصيل المقترح المطروح.
الإبادة المستمرة في غزة
ورغم دخول الحرب شهرها الرابع عشر، تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي وأوروبي تنفيذ مجازر ممنهجة ضد سكان قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، في إطار ما وصفه مراقبون بـ"الإبادة الجماعية"، التي شملت القتل والتجويع والتدمير والاعتقال القسري والتهجير الجماعي.
وقد تجاهلت تل أبيب جميع النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية التي طالبت بوقف العمليات العسكرية فورًا، مما يعكس تحديًا سافرًا للقوانين والمواثيق الإنسانية الدولية.
حصيلة كارثية تفوق الوصف
أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة حتى الآن عن أكثر من 239 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود ما يزال مصيرهم مجهولًا تحت الركام.
كما يعيش القطاع كارثة إنسانية غير مسبوقة، مع وجود مئات الآلاف من النازحين وانعدام شبه تام للغذاء والدواء، وسط مجاعة قاتلة حصدت أرواح العديد من الأطفال.
وبحسب تقارير ميدانية، فقد أدى القصف الإسرائيلي المتواصل إلى تدمير شامل للبنية التحتية ومحو مدن وبلدات بأكملها من على الخريطة، في مشهد يعيد للأذهان أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث.
