طوق استيطاني.. إسرائيل تعيد رسم الضفة الغربية وتدفع نحو هذا المخطط

الضفة الغربية
الضفة الغربية

كشفت تقارير حقوقية وشهادات فلسطينية، أن إسرائيل بدأت تنفيذ مشروع استيطاني واسع يهدف إلى إعادة تشكيل جغرافيا الضفة الغربية وفرض واقع سياسي وديموغرافي جديد، ووفق مصادر محلية، فإن الهدف الأساسي لهذا المخطط هو قطع التواصل الجغرافي بين مدن الضفة، بما يحول التجمعات الفلسطينية إلى مناطق معزولة يسهل السيطرة عليها.

وقد أفادت عائلات فلسطينية تمتد جذورها في منطقة قلنديا لقرون طويلة، بأنها تلقت بلاغات إخلاء لمنازلها ومزارعها بزعم أن الأراضي “أملاك دولة إسرائيل” رغم امتلاك هذه العائلات لوثائق ملكية قديمة.

تحويل أراضي فلسطينية إلى مكب نفايات

تشير مصادر فلسطينية إلى أن إسرائيل تخطط لاستخدام الأراضي المحاذية لجدار الفصل العنصري قرب قلنديا لإقامة مكب نفايات ضخم داخل مناطق مأهولة بالفلسطينيين، وهو ما اعتبره نشطاء بيئيون كارثة صحية مصطنعة.

وفي سياق متصل، كشف موقع "كالكسيت" العبري عن مشروع استيطاني يعد الأكبر في القدس منذ سنوات، وبحسب الموقع، فإن السلطات الإسرائيلية تعمل على إنشاء حي سكني جديد للحريديم يضم:

  • 9,000 وحدة استيطانية
  • أكثر من 30 ألف مستوطن
  • مساحة المشروع: 1,263 دونمًا

وسوف يقام هذا الحي على أنقاض المنطقة الصناعية ومهبط الطائرات القديم في عطروت، شمال غرب القدس، ليصبح بمثابة “مدينة صغيرة مستقلة” ترتبط بالقدس الكبرى، وتوسع حدود السيطرة الإسرائيلية نحو الشمال والشرق.

قطع الضفة إلى نصفين

حذرت منظمة “البيدر” الحقوقية من أن البناء الاستيطاني المتسارع شرق القدس ضمن مخطط E1 يمثل تصعيدًا خطيرًا يستهدف بلدات عناتا وحزما وجبع والتجمعات البدوية المحيطة، وأكدت المنظمة أن المشروع يهدف إلى:

  • تغيير معالم الجغرافيا الفلسطينية
  • خنق الامتداد الجغرافي بين مدن الضفة الغربية
  • فرض تطويق استيطاني كامل حول القدس الشرقية

وأوضحت أن مستوطنين بدأوا مؤخرًا إقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي عناتا، بالتوازي مع نشاط مماثل في حزما وجبع، وذلك ضمن خطة لربط مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس، الأمر الذي سيؤدي عمليًا إلى فصل شمال الضفة عن جنوبها.

تنفيذ تدريجي لمخطط E1 عبر بؤر صغيرة وطرق التفافية

بحسب التقرير الحقوقي، يمتد مخطط E1 على مساحة تصل إلى 12 كيلومترًا مربعًا، ويجري تنفيذه تدريجيًا عبر:

  • إقامة بؤر استيطانية صغيرة غير معلنة
  • شق طرق التفافية تربطها بالمستوطنات القائمة
  • إنشاء حواجز ومعسكرات عسكرية
  • محاصرة التجمعات البدوية وتحويلها إلى “جزر معزولة”

ويقول التقرير إن هذا التنفيذ المرحلي يخفي الجزء الأكبر من المشروع، لكنه يرسخ وقائع ميدانية يصعب التراجع عنها، تمهيدًا لتوسيع المستوطنات وربطها جغرافياً.

تضييق على سكان التجمعات البدوية

تؤكد “البيدر” أن سكان التجمعات البدوية، الذين يعتمدون على الرعي والزراعة كمصدر رزق، يتعرضون لتضييق متزايد، يشمل:

  • منع الوصول إلى الأراضي الزراعية
  • الاستيلاء على مساحات شاسعة بحجة “أراضي دولة”
  • تنفيذ عمليات هدم لمنازل ومنشآت
  • استخدام ذرائع “البناء غير المرخص”
  • تصنيف مناطق واسعة كـ“حقول تدريب عسكري”

وترى المنظمة أن هذا السلوك يمثل سياسة ترحيل تدريجي مخالفة لاتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية السكان تحت الاحتلال.

نقطة اللاعودة في حل الدولتين

شددت المنظمة الحقوقية على أن ما يحدث في منطقة E1 يشكل “نقطة اللاعودة” في مسار حلّ الدولتين. فربط معاليه أدوميم بالقدس عبر عناتا وحزما وجبع سيقسم الضفة الغربية إلى منطقتين منفصلتين بالكامل، ويقضي على إمكانية إنشاء دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي مستقبلاً.

كما دعت المنظمة إلى إعداد خرائط ميدانية محدثة تُظهر ترابط البؤر الاستيطانية، تحرك دولي لوقف المشروع قبل استكماله، فرض تجميد فوري للبناء الاستيطاني شرق القدس، تقديم دعم قانوني وإنساني للتجمعات البدوية، والضغط لفرض عقوبات على الجهات المتورطة في تنفيذ المشروع.

إرم نيوز