أطلق وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس تصريحات جديدة تعكس النهج المتشدد الذي تتبناه الحكومة الإسرائيلية تجاه مستقبل الصراع مع الفلسطينيين، وأكد كاتس أن الموقف الرسمي للحكومة ثابت ولا يقبل النقاش، موضحًا أنه لن يكون هناك أي حديث عن إقامة دولة فلسطينية ضمن أي اتفاق أو تسوية تتعلق بمرحلة ما بعد الحرب.
تعد هذه التصريحات تأكيدًا إضافيًا على توجه الحكومة الحالية نحو إحباط أي مبادرات دولية أو إقليمية تسعى لإعادة إحياء حل الدولتين.
انتشار عسكري مستمر
وفي سياق حديثه عن الترتيبات الأمنية ما بعد الحرب، شدد كاتس على أن الجيش الإسرائيلي سيواصل وجوده على قمة جبل الشيخ وفي المنطقة الأمنية، وهي مواقع تراها إسرائيل حيوية لمنع أي تهديدات مستقبلية.
ويرى المسؤولون الإسرائيليون أن استمرار السيطرة العسكرية على هذه المناطق هو جزء من سياسة "الأمن المتقدم" التي تهدف إلى خلق خطوط دفاعية تمنع اقتراب أي خطر محتمل من الحدود الإسرائيلية.
غزة تحت المجهر
انتقل كاتس للحديث عن مستقبل قطاع غزة، مؤكداً أن القطاع سيجري تجريده من السلاح بشكل كامل، وصولاً إلى آخر نفق، في إشارة واضحة إلى استمرار العمليات العسكرية والاستخباراتية لاستهداف البنية التحتية للفصائل المسلحة.
وأوضح أن عملية نزع سلاح حركة حماس ستتم وفق تقسيمات ميدانية تعتمدها إسرائيل، حيث سيتولى الجيش الإسرائيلي الإجراءات الأمنية في ما تسميه بـ"الجزء الأصفر"، بينما سيجري في "غزة القديمة" عبر قوة دولية أو إذا اقتضت الضرورة من قبل الجيش الإسرائيلي ذاته.
جدل داخلي حول سيناريوهات اليوم التالي
تأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه الخلافات داخل إسرائيل بشأن الشكل النهائي لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية، فبينما يرى البعض ضرورة فرض إدارة إسرائيلية مباشرة أو إشراف دولي، يعتقد آخرون أن استمرار الوجود العسكري فقط، دون إدارة مدنية إسرائيلية، قد يكون الخيار الأقل تكلفة.
ويتمحور النقاش حول كيفية منع الفصائل الفلسطينية من إعادة بناء قوتها، ووضع ترتيبات أمنية جديدة تضمن بحسب الرؤية الإسرائيلية عدم عودة التهديدات التي سبقت الحرب.
