أقدم تصوير معروف لخلق الكون.. كأس فلسطيني يكشف أسرار المعتقدات الكونية قبل 4300 عام (فيديو)

كأس عين سامية
كأس عين سامية

كشفت دراسة حديثة أن كأسًا فضيًا عثر عليه قبل نحو خمسة عقود في الضفة الغربية بفلسطين يعرف باسم "كأس عين سامية"، يحمل أقدم تصوير بصري معروف لخلق الكون يشبه إلى حد كبير رواية الخلق الواردة في سفر التكوين.

يبلغ ارتفاع الكأس 7.5 سنتيمترات، ويعود تاريخه إلى حوالي 4300 عام، ويتميز بنقوش أسطورية لثعابين وكائنات خرافية وآلهة ورموز سماوية، بالإضافة إلى ما يُعرف بـ "قارب النور" الغامض، الذي يُعتقد أنه يمثل حركة الأجرام السماوية عبر السماء.

صور تحكي قصة الكون

تفسر الدراسة المنشورة في مجلة Ex Oriente Lux التابعة لجمعية الشرق الأدنى القديم، أن هذه النقوش تمثل انتقال الكون من الفوضى ما قبل الخلق إلى نظام كوني مستقر، مما يجعل الكأس أقدم سجل بصري معروف لولادة الكون، متقدمًا على النص البابلي "إينوما إليش" بأكثر من ألف عام.

وشرح دانيال سارلو، أحد المشاركين في إعداد الدراسة: "الكأس لا يصور صراعًا عنيفًا بين الآلهة، بل يروي قصة سلمية لتنظيم الكون، ويظهر كيفية ولادة الشمس وطردها للفوضى وتجديد العالم."

تفاصيل النقوش

يظهر على أحد جانبي الكأس جذع بشري يمسك سعف نخيل متصلاً بجسمي ثور، يطفو فوق شمس صغيرة ويواجه ثعبانًا مخيفًا، بينما يصور الجانب الآخر شخصين يحملان جسماً هلالياً يُعتقد أنه يمثل الشمس والقمر، وهما يبحران عبر السماء، بينما يستلقي الثعبان مهزومًا تحت أقدامهما.

ويشرح الدكتور إيبرهارد زانجر، الجيولوجي الأثري السويسري والمؤلف الرئيسي للدراسة: "القارب له وظيفة عملية: فهو مركبة تنقل الأجرام السماوية عبر السماء، وكان يعتقد أنه يفسر حركة الشمس والقمر، ويضمن عمل القوى والإيقاعات السماوية بحيث يحدث ليل ونهار وفصول السنة ومراحل القمر، ويقدم الكأس هذه الصورة التفصيلية عن تصور الناس عام 2300 قبل الميلاد لشكل الكون قبل الخلق".

الكأس كمرجع فكري وثقافي

كانت هذه القطعة الأثرية الثمينة معروضة لعقود في متحف إسرائيل، وتعد شهادة فريدة على التطور الفكري والمعتقدات الكونية في الشرق الأدنى القديم، ويؤكد الباحثون أن الكأس يمثل حلقة وصل بين الفن الأسطوري والتصور العلمي المبكر للكون لدى حضارات ما قبل التاريخ في المنطقة.

روسيا اليوم