فضيحة مدوية.. مسؤول بالموساد يكشف أسرار ثروة نتنياهو القطرية (تفاصيل)

نتنياهو
نتنياهو

ما زالت تأثيرات وتداعيات فضيحة (قطر غيت) تخيم على المشهد السياسي والأمني والإعلامي في كيان الاحتلال، حيث علق الدكتور أودي ليفي، الرئيس السابق لوحدة (تسلتسل) في جهاز الموساد، خلال برنامج عبر القناة الثانية في الإذاعة الرسمية الإسرائيلية (كان ريشيت بيت)، على آخر مستجدات ملف (قطر غيت)، قائلاً: "يجب وضع حد نهائي لامتياز النجومية الممنوح لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".

وكان "ليفـي"، قد خدم ما يقارب ثلاثة عقود في الأذرع الأمنية التابعة للاحتلال، بين الاستخبارات العسكرية ومجلس الأمن القومي والموساد، تولى رئاسة وحدة (تسلتسل) المعنية بتجفيف مصادر تمويل المقاومة، قبل أن يقرر نتنياهو إغلاقها عام 2017.

ومنذ ذلك الحين يعمل ليفي باحثًا في معهد القدس للدراسات الإستراتيجية ومستشارًا حكوميًا في مجال مكافحة الإرهاب.

اتهامات خطيرة ومعلومات محرجة

ووفقًا لما ذكره "ليفي"، فإن "شخصيات رفيعة المستوى ضالعة في قضية الرشوة القطرية، ولم يتم التواصل معها أو التحقيق معها".

كما ادعى سابقًا أن "هناك معلومات كثيرة حول الإمبراطورية المالية التي أسستها عائلة نتنياهو، لكن لم يفتح أي تحقيق بشأن مصادر أموالهم".

وأشار "ليفي"، إلى أن "نتنياهو يخشى هذا التحقيق بشدة، فالأمر لا يتعلق بقطر فقط، وقد يضع التحقيق نهاية لمسيرته، ويهدد زوجته وابنه البكر يائير بعواقب خطيرة"، مؤكدًا أن "المال يترك أثرًا، وهذا يعرض رئيس الوزراء للابتزاز، وهو خطر على الأرواح"، على حد قوله.

رد نتنياهو ودعاوى متبادلة

وفي المقابل، رفع نتنياهو دعوى تشهير ضد أودي ليفي متهمًا إياه بنشر "افتراءات كاذبة تتعلق بقطر"، وذلك عقب الدعوى المرفوعة ضد وزير الأمن الأسبق موشيه بوغي يعالون.

كما أفاد نتنياهو أثناء شهادته في قضية (قطر غيت) بأنه لم يكن على علم بأي علاقة بين مستشاريه يوناتان أوريخ وإيلي فيلدشتاين والقطريين، وهو ما كشفه الإعلامي الإسرائيلي روعي يانوفسكي لأول مرة عبر إذاعة (كان ريشيت بيت).

تحذيرات أمنية داخلية

وفي السياق ذاته، وزير الزراعة وعضو مجلس الوزراء والرئيس الأسبق لجهاز الشاباك، آفي ديختر، خلال مقابلة إذاعية: "وجود هؤلاء الأشخاص في دائرة الاهتمام الأمني أمر مقلق للغاية، فريق رئيس الوزراء غير مخول بالتعامل مع قطر، باستثناء من يشاركون في مفاوضات استرجاع المختطفين".

معركة قضائية مفتوحة

وفي تطور لاحق، قدم ليفي لائحة دفاع ضد دعوى التشهير المقدرة بنصف مليون شيكل، مؤكّدًا أنها محاولة لإسكاته، واصفًا القضية بـ"تسوية إسكات" تهدف إلى ردع كل من يطرح أسئلة حول علاقة نتنياهو بفضيحة (قطر غيت).

وأكد "ليفي"، أنه تلقى معلومات مقلقة بعد تفجر القضية، تتعلق بشهود تحدثوا عن تحويلات مالية وصلت لعائلة نتنياهو داخل وخارج إسرائيل، واستخدام حسابات أجنبية ومحافظ رقمية لشراء عقارات عالميًا.

كما وجه "ليفي"، اتهام لنتنياهو باستغلال دعاوى التشهير الممولة من حزب الليكود كوسيلة لإسكات منتقديه، مطالبًا المحكمة بالكشف عن وثائق مفصلة تخص تمويل حملاته الانتخابية عامي 2012 و2018، وكشوفات حساباته وحسابات عائلته، إلى جانب سجلات المحافظ الرقمية وملفّات ملكية العقارات داخل وخارج الكيان.

اختراق استخباراتي أم صراع سياسي؟

وخلال مقابلة مع الصحافي الإسرائيلي شلومي إلدار، قال ليفي إن قطر نجحت عبر "جواسيسها" من المقربين لنتنياهو في اختراق مكتب رئاسة الوزراء والحصول على معلومات بالغة السرية، معتبرًا ذلك اختراقًا لا يقل خطورة عن اختراق إيران، رغم أن قطر لا تصنّف رسميًا كدولة عدو وفقًا لقانون الاحتلال.

وثائق رافن ووعود بكشف الحقائق

كما شدد "ليفي"، على أن تصريحاته ليست تشهيرًا بل نقد مشروع لمسار التحقيق "المتساهل" مع نتنياهو، معتبرًا الدعوى أداة ترهيب لإغلاق باب النقاش العام.

وأكد "ليفي"، أن أقواله استندت جزئيًا إلى "وثائق رافِن" المسربة من وكالة الأمن القومي الأمريكي ونشرتها رويترز عام 2019، والتي تضمنت تحويلات مالية لشخصيات سياسية بارزة بينها اسم نتنياهو، رغم الجدل حول صحتها، داعيًا لتحقيق مستقل بشأنها.

واختتم "ليفي"، مؤكّدًا أنه ينتظر بدء المحاكمة بفارغ الصبر، والتي قال إنها ستكشف تورّط نتنياهو وعائلته وقيادات سياسية أخرى في قضية الأموال القطرية.

صحافة 24