شبكة تهجير مجهولة.. من يقف خلف الجمعية التي تخرج الغزيين سرًا من غزة؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، بأن الجهة المسؤولة عن الرحلات الغامضة التي تنقل فلسطينيين من قطاع غزة عبر مطار رامون، هي جمعية يديرها شخص يحمل جنسية مزدوجة إسرائيلية – إستونية، موضحة أن الجمعية ليست سوى واجهة لشركة استشارات مسجلة في إستونيا.

مبالغ مالية ورحلات بعيدة

وأشارت "الصحيفة"، في تحقيق لها، إلى أن الجمعية تعرض على الفلسطينيين دفع نحو 2000 دولار مقابل حجز مقعد على رحلات طيران مستأجرة باتجاه دول بعيدة مثل إندونيسيا وماليزيا وجنوب إفريقيا.

كما أحالت مديرية الهجرة الطوعية في وزارة الدفاع الإسرائيلية نشاط هذه الجهة إلى منسق أعمال الحكومة لتنسيق خروج الفلسطينيين من القطاع.

رحلات متكررة وتنظيم شبه رسمي

وأوضحت "الصحيفة"، أن عدة رحلات استأجرتها هذه الجهة أقلعت خلال الأشهر الأخيرة من مطار رامون قرب إيلات، وعلى متنها مجموعات من الغزيين، في مؤشر على مسار شبه منظم لخروج أعداد متزايدة بدلاً من مجرد حالات فردية.

هوية مشبوهة ومعلومات ناقصة

وفي السياق ذاته، يزعم الموقع الإلكتروني للجمعية أنها أسست في ألمانيا ولها مكاتب في القدس الشرقية، غير أن التحقيق أثبت أن التسجيل يتم في إستونيا وأن النشاط يُدار عبر شركة استشارية.

كما أن الموقع خالٍ من أرقام الهواتف والعناوين، وقائمة شركائها فارغة رغم ادعائها العمل مع 15 هيئة دولية.

والجدير بالإشارة أن المؤسسة، التي تأسست عام 2010، تعمل على تهجير الفلسطينيين من القطاع بحجة "المساعدة"، ويعرض موقعها الإلكتروني روابط لصفحات في شبكات التواصل لا تقود لأي محتوى حقيقي، وفي نسخة أقدم من الموقع، ظهر شعار شركة إستونية تدعى "Talent Globus" التي تفصل بدورها شروط "الهجرة الطوعية من غزة".

مدير بشركات متعددة وجنسية مزدوجة

كما يظهر السجل التجاري الإستوني أن شركة "Talent Globus" أسسها قبل عام تومر يانار ليند، وهو شخص يحمل الجنسية الإسرائيلية والإستونية، وقد أسس أربع شركات في بريطانيا خلال العقد الماضي، ثلاث منها لم تعد نشطة، وفي صفحة "لينكد إن" الخاصة به، ذكر ليند أنه يساعد الغزيين، وعند اتصاله "هآرتس" به عبر رقم بريطاني، لم ينكر تورطه لكنه رفض الإفصاح عن الجهة التي تقف وراء الجمعية.

وفي سياق متصل، انتشر موقع "جمعية المجد" خلال الأشهر الأخيرة على شبكات التواصل في غزة، ويدعو الفلسطينيين لملء بياناتهم للراغبين بالمغادرة، وبعد الموافقة الأولية، يتلقى المرشح تعليمات لتحويل مبالغ بين 1500 و2700 دولار، ثم يضم إلى مجموعة "واتس آب" لتلقي التعليمات المتعلقة بموعد المغادرة، حيث يقتصر التواصل على رقم إسرائيلي.

تفاصيل الرحلات الأولى

ويشار إلى أن أول مجموعة تضم 57 غزياً قد غادرت القطاع في 27 مايو، بعد تلقيهم رسالة تتضمن موقعاً دقيقاً داخل غزة لنقلهم بحافلات إلى معبر كرم أبو سالم، حيث خضعوا لفحص أمني قبل التوجه إلى مطار رامون واستقلال طائرة مستأجرة تابعة لشركة Fly Lili الرومانية إلى بودابست، ومنها إلى إندونيسيا وماليزيا.

أما المجموعة الثانية التي ضمت 150 فلسطينياً فقد غادرت في 27 أكتوبر بنفس الآلية، لكن هذه المرة عبر طائرة FlyYo إلى نيروبي، ثم بطائرة تابعة لشركة Lift إلى جوهانسبورغ.

صور وملابس بشعار "المجد"

وفي صور حصلت عليها "هآرتس"، ظهر عدد من الغزيين يرتدون قمصاناً وقبعات تحمل شعار "المجد"، ولفتت الصحيفة إلى أن بعض المشاركين في الرحلات نشروا لاحقاً صوراً لحياتهم الجديدة في جنوب إفريقيا.

تحذيرات حقوقية ودور إسرائيل

ومن جهتها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن منظمة "المجد" كانت مسؤولة عن إخراج أكثر من 150 فلسطينياً من القطاع، ونقلت عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن إسرائيل رافقت الحافلات من غزة إلى معبر كرم أبو سالم ومنه إلى مطار رامون.

وتابعت "الصحيفة"، أن سرية العملية أثارت مخاوف منظمات حقوق الإنسان التي حذرت من احتمال أن تكون جزءاً من مخطط لتهجير الفلسطينيين.

تصريحات رسمية ومعطيات خروج كبيرة

ونقلت "الصحيفة"، عن منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية غسان عليان قوله إن خروج الفلسطينيين تم بعد حصول إسرائيل على إذن من دولة ثالثة لاستيعابهم.

كما أشارت "الصحيفة"، إلى أن نحو 40 ألف فلسطيني غادروا القطاع منذ اندلاع الحرب في 8 أكتوبر 2023، وأن إسرائيل بحثت سابقاً تهجير فلسطينيي القطاع إلى دول مختلفة.

وتشير التقارير إلى أن وزراء في الحكومة الإسرائيلية تحدثوا مراراً عن فكرة تهجير الفلسطينيين من غزة ضمن سياق الحرب المستمرة منذ عامين، والتي صنفتها جهات دولية كحرب إبادة جماعية.

روسيا اليوم