كشف الأمين العام المساعد والمدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية، منسق الأمم المتحدة لمؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة عبد الله الدردري، المندوبين الدائمين للدول العربية، آخر الاستعدادات الجارية للمؤتمر المخصص لإعادة إعمار غزة.
ويأتي هذا اللقاء في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الثلاثاء، حيث عقدت جلسة مائدة مستديرة برئاسة مندوب المملكة الأردنية الهاشمية السفير أمجد عضايلة، رئيس المجلس الوزاري، لتبادل وجهات النظر مع المبعوث الأممي بشأن جهود الإنعاش وإعادة الإعمار الأوسع، إلى جانب تكثيف عمليات الإغاثة الطارئة والتعافي كمرحلة أولى تمهيدا للمرحلة الثانية المتمثلة في إعادة الإعمار الشامل.
تنسيق مصري واستعدادات لوجستية
وأِشار "الدردري"، إلى وجود تنسيق متواصل مع جمهورية مصر العربية بشأن الجوانب الفنية المرتبطة بمؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية في غزة، والمقرر عقده في نهاية الشهر الجاري.
وقال "الدردري"، إن الأمم المتحدة تمتلك مخزونا ضخما من المساعدات الإغاثية العاجلة يقدر بآلاف الأطنان الجاهزة للدخول إلى قطاع غزة، إلا أن الاحتلال يمنع إدخالها، مما يعمق الأزمة الإنسانية.
تحركات فلسطينية ودبلوماسية مكثفة
وخلال الاجتماع، استعرض المستشار أول تامر الطيب، من مندوبية فلسطين في الجامعة العربية، الجهود السياسية والدبلوماسية التي تبذلها القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس، والحكومة، والسلك الدبلوماسي، بهدف ترسيخ مؤسسات دولة فلسطين وتوحيد أراضيها في الضفة وغزة والقدس.
ولفت "الطيب"، إلى أهمية الدور الذي تقوم به الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، وعلى رأسها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في دعم الإغاثة وإعادة الإعمار بأقصى سرعة ممكنة، مشددا على ضرورة البدء الفوري في تدفق المساعدات الإنسانية لوقف تدهور الأوضاع المعيشية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على القطاع.
كارثة إنسانية تتفاقم
وفي السياق ذاته، أوضح "الطيب"، أن الشعب الفلسطيني دفع ثمنا فادحا خلال العامين الماضيين من قتل وتهجير، مؤكدا ضرورة مضاعفة العمل في المرحلة المقبلة لتنفيذ خطة الإغاثة والتعافي المبكر التي أعلنتها الحكومة الفلسطينية، إلى جانب الخطة العربية الإسلامية الخاصة بغزة، بحيث تتولى حكومة دولة فلسطين المسؤولية كاملة على الأرض، وتبدأ بتنفيذ مشاريع الإغاثة وتأهيل البنية التحتية ومرافق الخدمات الأساسية.
وتحدث "الطيب"، عن تفاقم معاناة النازحين في قطاع غزة نتيجة الظروف الجوية القاسية، حيث أدت العواصف إلى إغراق الخيام المهترئة ودفع الأسر، خصوصا الأطفال والنساء وكبار السن، إلى مواجهة البرد والأمطار دون مأوى، في ظل تعنت الاحتلال ومنعه إدخال المنازل المتنقلة والخيام ومواد الإغاثة الأساسية، بما فيها مواد البناء اللازمة لتدعيم أماكن الإيواء لأكثر من نصف سكان القطاع بعد تدمير ما يقرب من 85% من المباني بفعل القصف الإسرائيلي، في انتهاك واضح لاتفاق شرم الشيخ الذي يُلزم الاحتلال بتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية.
دعوات لحماية المدنيين
كما شدد "الطيب"، على أن حماية المدنيين الفلسطينيين واجب قانوني وإنساني، داعيا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى ضمان تنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية، والضغط لوقف السياسات التي تزيد من معاناة سكان غزة.
وأكد "الطيب"، أن أي حل في القطاع يجب أن يستند إلى حل الدولتين وولاية دولة فلسطين الكاملة على غزة، مع ضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
