تعتبر براعم القرنفل المجففة الصغيرة واحدة من أكثر التوابل انتشاراً حول العالم، وقد كانت في الماضي حكراً على الملوك لما تمتاز به من خصائص طبية ثمينة، بينما أصبحت اليوم جزءاً أساسياً من مطابخ مختلف الثقافات المعاصرة.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة Times of India، فإن مذاق القرنفل الدافئ والحاد والذي يضفي نكهة مميزة على الكاري والشاي والمخبوزات الموسمية، يمكن أيضاً عند مضغ فص واحد منه يومياً أن يُمنح الجسم مجموعة واسعة من الفوائد الصحية الاستثنائية.
يمكن أن تساهم عادة تناول فص واحد من القرنفل يومياً في دعم الصحة العامة، حيث يساعد القرنفل على انتعاش التنفس، وتهدئة الهضم، وقد يكون مفيداً لصحة القلب وتنظيم مستويات السكر في الدم، كما أن هذه التوابل الصغيرة غنية بعناصر غذائية عالية القيمة.
وعلى الرغم من أن القرنفل ليس علاجاً خارقاً، فإن تركيبته الفعالة — وعلى رأسها جزيء "الأوجينول" — تمنحه تأثيرات صحية لافتة عند استخدامه بانتظام وبوعي.
11 فائدة لتناول القرنفل
وفيما يلي قائمة بـ 11 فائدة بارزة للقرنفل تجعل إدراجه في الروتين اليومي عادة صحية مهمة، وهي كالتالي:

1. غني بالعناصر الغذائية
تشير التحليلات الغذائية إلى أن ملعقة صغيرة فقط (حوالي 2 غرام) من القرنفل المطحون توفر الألياف الغذائية وفيتامين K، كما تمنح الجسم حوالي 55% من الاحتياج اليومي من معدن المنغنيز الضروري لصحة العظام وعملية التمثيل الغذائي.
كما يتضمن القرنفل على مركبات مثل بيتا كاروتين والبوتاسيوم وكميات ضئيلة من معادن أخرى، إضافة إلى غناه بمركب الأوجينول الأساسي في فوائده.
ويعتبر مضغ فص واحد يومياً مصدراً مركزاً لمضادات الأكسدة والعناصر الدقيقة، لكنه لا يغني بالطبع عن نظام غذائي متوازن.
2. دعم قوي لمضادات الأكسدة
كما يعد القرنفل من أغنى النباتات بمضادات الأكسدة، وهي مواد تعمل على مواجهة الجذور الحرة الضارة داخل الجسم.
وفي هذا السياق، تؤكد الأبحاث أن الأوجينول، وهو المركب الرئيسي في القرنفل، يتمتع بفاعلية كبيرة في الحد من الإجهاد التأكسدي، إضافة إلى دور مركبات الفلافونويد والمركبات الفينولية التي تعزز هذا التأثير.
ويساعد مضغ فص أو اثنين يومياً في تعزيز قدرة الجسم على مقاومة تلف الخلايا والشيخوخة وبعض الأمراض المرتبطة بالإجهاد التأكسدي مثل أمراض القلب وبعض أنواع السرطان.
3. تهدئة الالتهاب
كما يرتبط الالتهاب المزمن بعدد كبير من الأمراض مثل التهاب المفاصل وأمراض القلب ومتلازمة التمثيل الغذائي.
ويعمل الأوجينول في القرنفل كمضاد قوي للالتهابات، إذ يساهم في تقليل الاستجابات الالتهابية للجسم.
وقد ينتج عن مضغ القرنفل يومياً، تخفيف آلام المفاصل والعضلات أو الالتهابات البسيطة، مع التنبيه إلى ضرورة العلاج الطبي في الحالات المتقدمة.
4. صحة الفم
يعتبر القرنفل من أشهر العلاجات التقليدية لآلام الأسنان ورائحة الفم وصحة اللثة. إذ تمنح خصائصه المسكنة والمضادة للميكروبات — بفضل الأوجينول — دعماً فعالاً لصحة الفم.

ويمكن لمضغه أن يقلل من البكتيريا الفموية، وينعش النفس، ويخفف آلام الأسنان الطفيفة، ويساهم في تعزيز صحة الأسنان عموماً.
5. صحة الأمعاء
كما يساعد القرنفل على صحة الفم، حيث يساهم بشكل كبير في دعم صحة الجهاز الهضمي، إذ يحفز الإنزيمات الهضمية ويقلل الانتفاخ والغازات، ويدعم الهضم السليم عند تناوله بعد الوجبات.
ويؤدي مضغ فص واحد من القرنفل إلى تخفيف عسر الهضم والانزعاج بعد تناول وجبات ثقيلة، عبر تحسين حركة الأمعاء وتعزيز عمل الإنزيمات الهاضمة.
6. تعزيز المناعة
والجدير بالإشارة أن القرنفل يحتوي على العديد من الخصائص المضادة للبكتيريا والفطريات والفيروسات، يساعد مضغ القرنفل في تعزيز مناعة الجسم والحد من العدوى، إذ يسهم نشاط مركباته الفعالة في مقاومة بكتيريا الفم والتهابات الحلق وبعض الميكروبات التنفسية.
وعند دمجه مع عادات صحية عامة، يمكن أن يشكل دعامة قوية للجهاز المناعي.
7. تنظيم سكر الدم
كما تشير دراسات حديثة إلى أن للقرنفل دوراً محتملاً في تحسين تنظيم سكر الدم، فقد أظهرت بعض الأبحاث أن مركباته تساعد على تعزيز حساسية الأنسولين وخفض مستويات الغلوكوز في الدم، سواء لدى المصابين بالسكري أو الأصحاء.
وعلى الرغم من الحاجة إلى المزيد من الدراسات، فإن مضغ القرنفل يومياً قد يكون عادة داعمة في هذا الجانب، دون أن يعتبر بديلاً عن الأدوية.
8. حماية الكبد
كما تكشف دراسات أجريت على الحيوانات أن مستخلص القرنفل قد يساعد في حماية الكبد من التلف ودعم عملية إزالة السموم وتعزيز تجدد خلايا الكبد.
ورغم محدودية الأدلة البشرية، فإن خصائص القرنفل المضادة للأكسدة والالتهابات تشير إلى دوره المحتمل في دعم صحة الكبد.
وينصح المرضى المصابين بأمراض الكبد المتقدمة باستشارة الطبيب قبل تناوله بانتظام.
9. صحة القلب
ويساعد تناول القرنفل في تحسين صحة القلب عبر خفض الكوليسترول الضار LDL ورفع الكوليسترول الجيد HDL وتقليل الالتهابات وتحسين الدورة الدموية.

وتشير بعض الأبحاث إلى أن مضغ فص واحد يومياً قد يساعد في تحسين صحة الأوعية الدموية ومستويات الدهون في الجسم، خاصة عند اتباع نمط حياة صحي.
10. نظافة الجهاز التنفسي
كما يتميز القرنفل بقدرته على طرد البلغم وخصائصه المضادة للميكروبات، مما يعزز راحة الجهاز التنفسي.
ويمكن لمضغه أو تناوله في الشاي أن يساعد على إذابة البلغم وتخفيف السعال وتهدئة الحلق، كما يساهم تناوله بعد الوجبات في الحفاظ على نظافة الجهاز التنفسي.
11. صحة الجلد والعظام
تتجاوز فوائد القرنفل الحدود الداخلية للجسم، إذ تساعد مضادات الأكسدة والمركبات المضادة للميكروبات في حماية الجلد من البكتيريا المسببة لحب الشباب وتقليل التهابات الجلد والحماية من الأضرار التأكسدية، مما يعزز إشراق البشرة.
كما أن احتواءه على المنغنيز يجعله داعماً قوياً لصحة العظام والغضاريف وزيادة كثافتها مع التقدم في العمر، لذلك يمكن اعتبار مضغ فص واحد يومياً طقساً صحياً يجمع بين فوائد الجمال والصحة العامة.
اعتبارات ضرورية
ويجب الاعتدال في تناول القرنفل بسبب تأثيره القوي، حيث أن الإفراط فيه قد ينتج عنه العديد من الآثار جانبية، لذا يوصي بالاكتفاء بكميات صغيرة مخصصة للطهي (بين 1 إلى 3 فصوص أو أقل من ربع ملعقة صغيرة يومياً)، فالجرعات العالية من الأوجينول، خاصة من زيت القرنفل أو المكملات، قد تصبح سامة.
كما ينبغي الامتناع تماماً عن تناول زيت القرنفل المركز، خصوصاً للأطفال، لأن كميات ضئيلة منه قد تسبب نوبات وتلفاً في الكبد واختلال توازن السوائل.
والجدير بالذكر أن بسبب تأثير الأوجينول على سيولة الدم، ينصح بالتوقف عن تناول القرنفل قبل أسبوعين على الأقل من أي جراحة أو إجراءات أسنان لتقليل خطر النزيف.
