في خطاب مسجل خلال اجتماع الجماعة الإسلامية في مدينة لاهور الباكستانية، قدم خليل الحية، رئيس حركة حماس في غزة، رؤية شاملة حول تأثيرات معركة "طوفان الأقصى" على الوعي الدولي، وعلى مستقبل الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً على دور الأمة الإسلامية في نصرة القضية الفلسطينية.
تحول كبير في الرواية العالمية
أوضح الحية أنّ العملية التي شنت في 7 أكتوبر لم تكن حدثًا عسكريًا فحسب، بل شكلت نقطة تحول عميقة في طريقة فهم العالم للقضية الفلسطينية، حيث ساهمت — بحسب قوله — في تفكيك الرواية الإسرائيلية التقليدية التي روجت لسنوات طويلة، ودفعت الشعوب إلى إعادة النظر في حقيقة ما يجري في فلسطين.
وأشار إلى أن هذا التحول انعكس في اتساع التضامن الشعبي الدولي، وفي ارتفاع مستوى الوعي العالمي بممارسات الاحتلال، ما شكل — من وجهة نظره — ضربة مباشرة لصورة تل أبيب وجيشها على الصعيدين السياسي والإعلامي.
إحياء مواقف المؤسس محمد علي جناح
عبر الحية خلال كلمته عن امتنان الحركة لباكستان قيادة وشعبًا، مؤكدًا أن مواقف الدولة الباكستانية تجاه فلسطين ليست طارئة، بل تمتد إلى المؤسس محمد علي جناح الذي رفض الاعتراف بأي شرعية للاحتلال منذ اللحظة الأولى لقيام دولتهم.
وشدد على أن هذا الإرث التاريخي يضع على عاتق باكستان دورًا محوريًا في دعم الحقوق الفلسطينية، والمساهمة في الجهود الإسلامية الرامية لتحرير القدس.
أرض وقف إسلامي ومسؤولية الأمة كلها
أكد الحية أن فلسطين ليست قضية محلية أو قومية فحسب، بل أرض وقف إسلامي وملكٌ للأمة بأسرها، معتبرًا أن الدفاع عنها واجب جماعي، وعلى الدول الإسلامية أن تتحرك ضمن رؤية موحدة تعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية في ظل الاستهداف المتصاعد للمقدسات.
وأشار إلى أن معركة "طوفان الأقصى" أعادت روح الوحدة بين مكونات الأمة، وذكرت الشعوب بضرورة مواجهة الأخطار التي تهدد القدس والمسجد الأقصى.
فشل استخباراتي إسرائيلي
لفت الحية إلى أن ما جرى في 7 أكتوبر اعتبره مسؤولون إسرائيليون أنفسهم أكبر إخفاق استخباراتي وعسكري تعرضت له إسرائيل منذ تأسيسها، وهو ما أثر بشكل واضح على صورة جيش الاحتلال وحكومته أمام العالم، وأظهر هشاشة المنظومة الأمنية التي طالما روّج لها.
وأضاف أن المقاومة الفلسطينية — من وجهة نظره — أفشلت الأهداف المعلنة لإسرائيل منذ بدء حربها على غزة، وأن الحركة ثابتة على موقفها بعدم الاعتراف بالاحتلال بأي شكل.
دعوة لدعم غزة والتحرك العاجل لإنقاذ الأقصى
اختتم الحية خطابه بالتأكيد على ضرورة تحرك الأمة الإسلامية بمؤسساتها الخيرية والعلمية لدعم صمود الفلسطينيين، والإسراع في إعادة إعمار قطاع غزة بما يعزز بقاءه "قلعة صامدة" في وجه المخططات التي تستهدفه.
كما حذر من خطورة ما يتعرض له المسجد الأقصى من اقتحامات ومحاولات لفرض التقسيم الزماني والمكاني، مطالبًا بتحرك دولي وإسلامي عاجل لوقف هذه الاعتداءات.
