أزمة قيادة تهز إسرائيل: صدام غير مسبوق بين الجيش ووزارة الأمن

نتنياهو
نتنياهو

أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استدعى، اليوم الثلاثاء، وزير الأمن يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيّال زامير إلى اجتماع طارئ، بعد تفاقم الخلاف الحاد بينهما على خلفية التحقيقات المتعلقة بإخفاقات السابع من أكتوبر.

ويأتي هذا الاستدعاء في وقت تتصاعد فيه التوترات بين المستويين السياسي والعسكري، حيث تتبادل المؤسستان الاتهامات بشأن كيفية تقييم التقارير المرتبطة بالأحداث التي هزت إسرائيل العام الماضي.

قرارات كاتس تشعل غضب زامير

بدات الأزمة بالتصاعد عندما وجّه زامير انتقادات لاذعة لوزير الأمن بعد قراره تجميد التعيينات القيادية في الجيش لفترة إضافية، إضافة إلى شروعه في مراجعة "تقرير ترجمان" الذي يتناول ثغرات التعامل مع هجمات أكتوبر.

وجاء ذلك بعد يوم واحد فقط من إعلان زامير إبعاد ضباط كبار وتنحية آخرين من الاحتياط بسبب الإخفاقات، ما اعتُبر تصعيدًا مباشرًا بين رأس المؤسسة العسكرية والوزير المسؤول عنها.

كما أثار اعتراض زامير على نية كاتس تعيين سكرتيره العسكري ملحقًا في واشنطن شرارة خلاف إضافية، زادت من حدة المواجهة بين الجانبين.

بيان الجيش

وفي بيان شديد اللهجة، قال زامير إن قرارات كاتس نُفِّذت دون أي تنسيق مسبق ومع تجاهل واضح لصلاحيات رئيس الأركان، موضحًا أنه كان خلال تلك الفترة منخرطًا في تدريب مفاجئ واسع النطاق.

وأشار إلى أن استمرار تجميد التعيينات لمدة 30 يومًا سيُضعف قدرة الجيش على الاستعداد للتحديات المقبلة، مؤكداً أنه سيواصل عقد جلسات التعيينات وفق جدولها المخطط، وسيقدمها لوزير الأمن كما تنص عليه الإجراءات الرسمية.

صدام يهدد تماسك القيادة الإسرائيلية

بحسب المحلل السياسي براك سري لموقع "واللا" العبري، فإن الأزمة الحالية بلغت مستوى غير مسبوق من التوتر، خاصة مع إصرار وزير الأمن على تشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث السابع من أكتوبر.

غير أن نتنياهو يعارض بشدة هذا المسار، وسط تقديرات بأن أي لجنة تحقيق مستقلة قد تحمه مسؤولية مباشرة عن الإخفاقات التي سبقت الهجوم، ما يفسر محاولته احتواء الأزمة ومنع توسعها.

الجيش ليس ساحة للصراعات السياسية

في المقابل، نقل سري عن زامير قوله في جلسات مغلقة إنه لن يسمح للسياسة بالتغلغل داخل الجيش، وإنه سوف يبذل أقصى ما بوسعه للحفاظ على استقلالية المؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية.

هذا الموقف يعكس حجم الشرخ المتنامي بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية، في لحظة حساسة قد تؤثر على جاهزية الجيش وثقة الجمهور بالمنظومة الأمنية بأكملها.

وبين إصرار كاتس على فتح ملفات الماضي، وتمسك زامير باستقلالية الجيش، وقلق نتنياهو من تداعيات أي تحقيق رسمي، تتجه إسرائيل نحو أزمة قيادة قد تُعيد تشكيل توازن القوى داخل الدولة في المرحلة المقبلة.

وكالات