طالب خبراء الأمم المتحدة حكومات العالم، بممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لوقف خروقاتها المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مطالبين بفرض عقوبات شاملة وحظر كامل على توريد الأسلحة إلى تل أبيب.
انتهاكات تهدد الهدنة الهشة
وشدد الخبراء الأمميون في بيان وزعته مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، على أن "الانتهاكات المستمرة من قبل إسرائيل لنظام وقف إطلاق النار في قطاع غزة تهدد الهدنة الهشة بشكل خطير".
ووفقًا لما جاء في البيان، ارتكبت إسرائيل منذ إعلان وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر ما لا يقل عن 393 انتهاكًا، أسفرت عن مقتل 339 فلسطينيًا، بينهم أكثر من 70 طفلًا، فيما تجاوز عدد الجرحى 871 مصابًا.
غارات دموية رغم الهدنة
وفي السياق ذاته، أشار "الخبراء"، إلى أن الغارات الجوية التي نفذت في 28 أكتوبر كانت "الأكثر دموية" منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، حيث قتل خلالها "ما لا يقل عن 104 فلسطينيين".
كما أكد "الخبراء"، على ضرورة تحرك الدول فورًا لوقف الهجمات ضد المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، بما فيها الإمدادات الطبية، وذلك بمشاركة المقررة الأممية الخاصة بفلسطين فرانشيسكا ألبانيزي.
دعوات لعقوبات وحظر تسليح
وناشد "الخبراء"، حكومات العالم "فرض عقوبات على إسرائيل بسبب استمرارها في انتهاك القانون الدولي واحتلالها غير القانوني، وفرض حظر كامل على إمدادها بالسلاح".
وأوضح "الخبراء"، أن حجم المساعدات الإنسانية الواصلة إلى غزة ما يزال "غير كافي"، بينما بقيت "المرافق الطبية الرئيسية خارج الخدمة".
خروقات متواصلة في جميع المحافظات
وفي سياق متصل، لفت "الخبراء"، إلى استمرار تقارير حول "إطلاق نار واشتباكات، وقصف مدفعي وغارات جوية" في محافظات القطاع الخمس رغم إعلان وقف إطلاق النار، معتبرين أن الهجمات الإسرائيلية المستمرة بحق سكان غزة تمثل "خرقًا صارخًا" للاتفاق.
ونوه "الخبراء"، إلى استمرار اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين في الضفة الغربية.
سيطرة عسكرية إسرائيلية واسعة
كما أفاد "الخبراء"، بأن "أكثر من 58% من أراضي قطاع غزة ما تزال تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي"، فيما تستمر 40 منشأة إسرائيلية بالعمل خارج خط الانسحاب المتفق عليه، في انتهاك واضح لشروط وقف إطلاق النار.
ومن جهتها، زعمت إسرائيل أن ضرباتها جاءت "ردًا على خروقات" من جانب حركة "حماس"، بينما تحذر الحركة من أن استمرار الهجمات يعرض اتفاق وقف إطلاق النار للخطر ويضع الوسطاء والإدارة الأمريكية أمام مسؤولياتهم.
والجدير بالذكر أن حركة "حماس" وإسرائيل كانوا قد وافقتا مطلع الشهر الماضي على خطة أمريكية لوقف إطلاق النار، وبدأ الطرفان تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الرهائن والمعتقلين، لكن الهدنة تبقى هشة للغاية في ظل الخروقات الإسرائيلية المتواصلة وصعوبة الحفاظ على الهدوء داخل القطاع.
